وقع الدكتور برهان غليون ومعه بعض اعضاء الامانة العامة للمجلس الوطني السوري وثيقة مشتركة ستقدم للجامعة العربية بوصفها رؤية مشتركة للمرحلة الانتقالية من قبل المعارضة، مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية، بزعامة هيثم مناع وحسن عبد العظيم وصالح مسلم، أنا ادرك جيدا وأعرف كم يتعرض المجلس الوطني لضغوط من اجل انجاز اتفاق مع هيئة التنسيق، ولكن ما كان على الصديق برهان غليون توقيع مثل هذا الاتفاق..

الوثيقة الموقعة هي تبني رؤية هيئة التنسيق كاملة غير منقوصة في الاتفاق، ولا أثر لرؤية المجلس الوطني التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر تونس، وماصدر عنها من بيان ختامي رماه الكتور برهان غليون في أول سلة مهملات بعد خروجه من تونس، وهذا ليس موقف برهان لوحده بل معه مجموعة من الامانة العامة والمكتب التنفيذي للمجلس، كنت منذ بداية تشكيل المجلس وأنا أنبه لخطورة التحرك الزئبقي لآراء الدكتوربرهان..ووجهة نظره ورغم انني كنت أدافع عنه كشخصية وطنية ويصلح لواجهة المرحلة في المجلس أمام من يهاجموه من خارج المجلس، ومع ذلك تقدمت بأكثر من رسالة داخلية أطالبه فيها من التخلص من حالة الرهاب الذي يسببها له هيثم مناع وحسن عبد العظيم، كما طالبته أكثر من مرة في أن يحسم أمره مع الثورة، ويطالب بما تطالب به..وفي كل مرة كان يضع الحجة تلو الأخرى، ويتملص من التعهدات تعهدا إثر آخر..وهنا أسأل السادة من المجلس الوطني الذين وقعوا الاتفاق، إذا كنتم منسجمين مع هيئة التنسيق التي احترم برنامجها وثباتها ومثابرتها من أجل تحقيقه، إذا كنتم كذلك لماذا أنتم بالمجلس ولماذا لاتنضموا لهيئة التنسيق؟ استغرب ذلك!! وحذرت مرارا وتكرارا وفي رسائل داخلية من أن استمرار آراء الدكتوربرهان الرجراجة والمتهربة من تنفيذ سياسة المجلس وبيانه التأسيسي والختامي هذه ستكون بمثابة حصان طروادة لهيثم مناع ولهيئة تنسيقه داخل المجلس الوطني..ولكن اعضاء المجلس الذين رفضوا آراء برهان غليون هذه في تونس، استمروا في المراهنة بعد التوصل لتفاهمات سياسية محددة تجسدت بالبيان الختامي..فليعطينا الدكتور برهان غليون إشارة واحدة لحضور هيئة التنسيق بالثورة؟ وبعدها نفكر في الاتفاق معهم..الدكتور برهان غليون ضد التدخل الاجنبي ليس قناعة فقط، بل خوفا أيضا من اتباع السلطة ومثقفي الممانعة الذين تواطئوا مع النظام على شعبنا ودماءه..وحذرا من هيئة التنسيق الوطنية..المجلس ليس ملكا لأحد ولن يكون أبدا..وبهذه المناسبة أدعوه للاستقالة فورا من رئاسة المجلس مالم يلتزم بنص وروح البيان الختامي للمجلس الصادر في تونس. وبالمقابل هنالك من لايريد هذا الاتفاق مع الهيئة في المجلس حرصا على مقاعده في هذا المجلس الذي ساهم برهان نفسه بتحويله إلى تشريف لاتكليف، من خلال قبوله بضم أعداد لا تساهم في تقدم الثورة في شيئ..! شيلة عرب...

برهان غليون في تصريحه الكتابي وتوضيحه على قناة الجزيرة، مارس عذرا أقبح من ذنب، عندما أكد على أن خطأ هيثم مناع وهيئته أنهم سربوا الوثيقة، ولولا ذلك لما كنا سمعنا بها، يريد الدكتور غليون ومن معه من خط هيئة التنسيق داخل المجلس من تمرير الوثيقة بالكولسة!! لهذا هذه ثالث مرة أشكر فيها هيثم مناع على وضوحه المغرض، لفضحه سياسات المكتب التنفيذي للمجلس وبرهان معا، وأنا لااحمل السؤولية لبرهان لوحده، بل أحمل كامل الامانة العامة والمكتب التنفيذي النمسؤولية لأنهم شاركوا في هذا الكرنفال وهذا التهريج..ومن يريد استخدام هذا الكرنفال للنيل من برهان ومن موقعه، داخل المجلس، ليبحث له عن طريقة أخرى قانونية ومؤسسية من أجل تغيير الهياكل!!!!

كل ما تريده هيئة التنسيق ووافق معها الآن برهان غليون هو ترك شعبنا وحيدا يواجه مصيره أمام جيش يقتل شعبه، والجامعة العربية ممثلة بالجزائر والعراق ولبنان واليمن والنظام السوري والمجلس العسكري بمصر وخلفهم إسرائيل، تريد استمرار بشار الأسد في الحكم ومعهم غالبية رموز هيئة التنسيق..ومن يقرأ نص الاتفاق يعرف أنه رفض لأي دعم دولي لشعبنا، وكأن التدخل العربي يوقف القتل؟ وكيف سيسقط النظام هذا ما لم يجب عنه لا برهان غليون ولا هيئة التنسيق ولا الجامعة العربية، ذاهبون نحو السيناريو الاسرائيلي، وهو ادخال سورية في نفق السيناريو الصفري على الطريقة اليمنية..نظام عصابة وجيش قاتل وكأكبر آلة قمع وحشية في المنطقة، ومدعوم من اطراف خارجية، وشعب اعزل وجيش وطني حر لايجد من يدعمه، حيث رفع الاتفاق الغطاء عن هذا الجيش الذي يشكل شرف الجيش السوري وليس جيش بشار الأسد..البارحة ألم يرى الدكتور برهان أن ستة ملايين سوري كانوا في الشارع يهتفون لإسقاط آل الأسد ويطالبون بالحماية الدولية؟

هيئة التنسيق ورموزها يعلمون جيدا أنه لولا الضغط الاسرائيلي على الجامعة العربية، ما كان يمكن أن يكون لهم مكانا في اللوحة...لأن إسرائيل تسعى لبقاء العمل مع الجامعة العربية على أٍساس حل عربي..هل تصدقون؟ هنيئا لهيئة التنسيق عموما ولهيثم مناع نجم قناتي العالم والمنار، على هذا الانتصار. لأن جل ماتريده هيئة التنسيق هو رفض تدويل القضية ورفضها لتدويل القضية وحماية المدنيين يعني المد بعمر النظام، الأمر بسيط بالنسبة لهم...وهذا ما حققه لهم الدكتور برهان غليون والموقعين معه من المجلس في القاهرة، ربما بحسن النوايا، وربما نتيجة ما يمارس من ضغط عليه..وهذا محقق في البند الأول من الاتفاق، أما بقية الاتفاق فلا قيمة له لأنه لابرهان ولاهيئة التنسيق قادران على تحقيق شيئا منه، ودماء شعبنا عندما تحققه لوحدها، في ظل هذا التواطؤ...فهي ليست بحاجة لا لهيئة التنسيق ولا للمجلس الوطني ولا لبرهان غليون..اقترح جديا أن يستقيل برهان غليون من رئاسة المجلس، وكل من يوافق معه على رفض البيان الختامي للمجلس الوطني...نعم كل الاتفاق لاقيمة له لا بنظر برهان ولا بنظر هيئة التنسيق ماخلا البند الأول الذي يرفض تدويل الملف السوري، لأنه مطلب إسرائيلي أيضا، وتحويل الجناة لمحكمة الجنايات الدولية، وهو سيناريو سيفضي للحوار مع النظام برموزه، على من تضحكون!! كنت سأكون مع الاتفاق لو كان معبرا عن البيان الختامي للمجلس.. وهنا اعبر عن موقفي الشخصي كعضو في المجلس الوطني، واطالب برهان غليون بالاستقالة، إن لم يعدل الاتفاق أو يرفضه بشكل كامل جملة وتفصيلا..لأن المجلس الوطني هو إئتلاف سياسي بين قوى متفقة على عناوين مرحلة بخطوطها العريضة. ليس بينهم أي اتفاق على البرامج التفصيلية. هذا يعني أن المجلس ليس حزباً ليفاوض برهان وغيره باسمه دون الرجوع لماهو متفق عليه، اوالتحالف مع غيره. المجلس ائتلاف مفتوح لمن يرغب بالانضمام ممن يتفق مع العناوين التي طرحها وقام عليها ائتلافه، وجسدها في بيانه الختامي. الدكتور برهان غليون في كلمته للمتظاهرين السلميين في حمص والمعتصمين في الخالدية البطلة: quot;أنتم اصحاب الشرعية الثوريةquot; فكيف هم اصحاب الشرعية الثورية وتتبنى مطالبهم كما صرحت، وتوقع اتفاقا مع هيئة التنسيق ينص على ما نص عليه؟ وأتمنى ألا يفسد هذا المقال العلاقة الحوارية مع الدكتور برهان...لأنني رغم كل ما كتبته سياسيا إلا أنني متعاطف شخصيا مع برهان كصديق، لما يعانيه من ضغوط، وهي غالبا ضغوط ليست في مصلحة الثورة، ولأنه من طبيعة لا تتحمل مثل هذه الضغوط..وأتمنى أن يعود للبيان الختامي للمجلس. وأتمنى على المكتب التنفيذي ألا يتملص من المسؤولية..وإذا كان الدكتور برهان غليون يرى نفسه مع هيئة التنسيق فأبوابها مفتوحة..وأتمنى ان تكون هذه المهرجانية فاتحة خير من أجل مزيدا من المأسسة للمجلس والشفافية والقوننة لأعماله ولدعم مكاتبه ونشاطاته لكي يستحق ما هو منوط به من مهام..مرة اخرى شكرا للدكتور هيثم مناع على صراحتك.