قرأت في صحيفة عراقية مقالة أعاد موقع إيلاف نشرها في جريدة الجرائد وعنوانها quot;تمنيات بعام جديدquot; وهي تحت باب quot;شناشيلquot; كاتب المقالة هو السيد عدنان حسين.

الصحيفة تعلن أنها تابعة لمؤسسة إعلامية. يقول كاتب المقالة quot; أتمنى أن تزرع الأحجار السجيل الخوف الدائم في أفئدة هذه العصبة، والآلام والعاهات المستديمة في أرواحهم، والأمراض الخبيثة المستشرية في أبدانهم، كي يشربوا من الكأس نفسها التي يتجرعها العراقيون منذ تسع سنوات حتى اليوم. أتمنى أن يجعل السجيل أكل حكامنا، من مختلف كتلهم وإئتلافاتهم، زقوماً وشرابهم زؤاماً لكي تتحقق العدالة وتتم المساواة بين الحاكمين والمحكومينquot;!

لم أعرف في حياتي عراقياً مهما بلغ حقده أن يدلق كل هذه الدعوات الماركسية اليسارية ضد مجموعة حاكمة أطلق عليها الكاتب إسم عصبة ndash; أي أنهاعصابة مؤتلفة متعصبة. لقد تسلم رجال السلطة دولة مهشمة من قبل دكتاتور أرعن كانت القوى اليسارية حليفته لسنوات حتى لفظها هو فهربت إلى لبنان والكاتب كان بينهم. وهذا الخراب مسؤولة عنه الأحزاب المؤتلفة بالدولة العراقية السابقة بقيادة الدكتاتور دونما إستثناء.

نستثني منها الأحزاب الدينية التي وقفت بوجه الدكتاتور وقد أختلف معها في الإيديولوجيا في هذا الجانب أو ذاك ولكن تلك حقيقة واضحة كالشمس. وبكل الملاحظات التي نعرفها عن السلطة والتي لها أسبابها الموضوعية وأيضا الذاتية في بعضها وفي كثير منها حيناً آخر، ولكن هذه quot;العصبةquot; قد سمحت للكاتب أن يروح للأبعد في الحقد والتحريض عبر مؤسسته التي لها تاريخ أسود على صعد كثيرة. كانت ولا تزال وسيعرف الناس ذلك يوماً لو يصار إلى فتح الملفات!

الحكومة العراقية أتاحت حرية التعبير لحد الفوضى وهذا ما أختلف معهم فيه. فالحرية هي المسؤولية والحرية هي الأخلاق والحرية هي النقد الموضوعي والحرية بعد ذلك وقبل ذلك هي هامش من الديمقراطية وليس العكس لأن الديمقراطية مفردة صعبة لم تتحقق حتى الآن في كل أنحاء العالم وهي ليست سوى حلم أغريقي فحسب.

لماذا هذه الدعوة بالأمراض والسرطان وأن يجعل السجيل في أكل حكامنا من مختلف كتلهم وإئتلافاتهم، زقوماً وشرابهم زؤاماً لكي تتحقق العدالة وتتم المساواة ...quot; هل تشمل دعواك تلك كل أطراف السلطة هرمياً ومؤسساتها المعلنة وغير المعلنة، أم أن ذلك يشمل فقط إئتلاف طائفة محددة!؟

لقد تمادى العراقيون كثيراً في تهشيم وطنهم وهم مصرون على إتلاف الوطن وتهديمه، فالذين في السلطة يخطئون ومن لا يعمل لا يخطأ كما يقول لينين وهم يجابهون مخططاً كبيراً لا يعطيهم فرصة الإلتفات نحو البناء. وبين كل هذا الركام يظهر رجل يحرص على الوطن ويحاول جاهداً أن يعمل شيئاً ويطلق صرخته النظيفة quot;العراق رقم صعب لا يقبل القسمة على إثنينquot; ولعل هذا هو السبب الذي حدا بالكاتب ومؤسسته أن تحرض ضده لأنهم يريدون أن يصبح العراق قابلا للقسمة ليس فقط على إثنين بل حتى على أربعة عشر. ولذا فالرجل أينما تلفت تأتيه حجارة من سجيل آخرها مقالة الكاتب الذي له حزب مشارك في هذه السلطة الحالية والسابقة والأسبق منها حتى عهد الدكتاتور.

العراق بلد يعاني ويسير حقاً نحو الخراب بسبب حجم التآمر عليه وهذا الخراب مسئول عنه الدكتاتور والمؤتلفون معه في جبهة واحدة! دعونا نشعل شمعة واحدة بدلا من أن نلعن الظلام. وكل عام والعراق بخير يارب حتى يعيش سعيداً ولا يشمت به الشامتون.