إستهتار و تمادي السياسة الإيرانية العدوانية الموجهة صوب العالم العربي قد تجاوز كل الحدود، و المنطلقات العدوانية الإيرانية لم تعد سرا مكينا بعد أن تخلى الإيرانيون رسميا عن حالة التقية السياسية التي لعبوا على حواشيها و أطرافها طيلة عقود طويلة وباتوا يمارسون علنا العربدة السياسية و العسكرية في العالم العربي بل أضحوا يهددون فعلا و بطريقة مثيرة للغثيان الأمن القومي العربي في الخليج العربي و في مملكة البحرين العربية تحديدا و التي أضحت اليوم هدفا إيرانيا مباشرا يعكس كل الأطماع التاريخية و الأمراض النفسية التي توجه سلوكيات قادة إيران، فبعد الهيمنة شبه المطلقة على العراق و سكوت الشعب العراقي المخزي للأسف عن تلكم الحالة المريعة من السطوة و الإذلال و الإستهتار بالسيادة، لايتردد قادة إيران عن دعم التمرد العلني في البحرين و مساندة العصابات الطائفية الإيرانية بعناوينها الطائفية وشخوصها العميلة و التي تدعو صراحة لطي البحرين تحت جبة الولي الإيراني الفقيه ووفقا لمفاهيم طائفية مرفوضة وطنيا لأنها شكل مريع من أشكال الخيانة الوطنية الكبرى، فالمطالبة بالإصلاح لا تعني تسليم البلد للقوى الأجنبية و الخضوع لراية غير راية الوطن و الشعب.

داود البصري

وفي صفحات الثورة السورية العظيمة المشتعلة حاليا توضح بجلاء الدور الإيراني القذر من خلال الإشتباك المباشر مع الشعب السوري و دعم نظام القتلة و المجرمين الأسدي و مباركة جرائمه ودعم إقتصاده بل و المشاركة في خططه التسليحية الإرهابية إضافة لبقية الدعم اللوجستي المتمثل في تحشيد القوى و العصابات الطائفية الإيرانية الولاء في الشرق الأوسط لكي تقاتل الشعب السوري تحت الراية الإيرانية و الفاشية مسببة لشكل من أشكال الحرب الأهلية وزارعة الفوضى و الدمار في الوطن السوري الجميل، ولا يمكن أيضا أن نتناسى المواقف المخزية لحكومة نوري المالكي في العراق المؤتمرة بأوامر و نواهي قائد فيلق القدس الحرسي الإرهابي قاسم سليماني الذي يخشى قادة العراق الطائفي المريض سطوته و يتلذذون بإطاعة أوامره و تنفيذ أجنداته، وتلك لعمري قاصمة الظهر في أن يتحول العراق لطعنة نجلاء في قلب العالم العربي، ومع التهديدات الإيرانية الأخيرة لدولة الإمارات العربية وحملات الإبتزاز و التهديد المستمرة يكون لزاما على العالم العربي التحرك الجدي لإدارة الأزمة ومعالجة ملف الصراع مع النظام الإيراني بطريقة عملية وفاعلة وليس بطريقة الصمت أو التجاهل وصم الآذان، وذلك عبر تفعيل ومساندة و إظهار أقوى ورقة يمتلكها العالم العربي في الصراع ضد النظام الإيراني وبما من شأنها أن تجعل النظام يزحف على بطنه و ينكفأ و يكف أذاه عن المنطقة وهي ورقة الكفاح التحرري للشعب العربي الأحوازي المحتل منذ تسعة عقود ( 1925 ) و الذي يعيش على البركان منذ سنوات وشبابه اليوم قد اشعلوا راية الإنتفاضة ورفعوا قفاز التحدي و المطاولة ولكن إعتمادا على إمكانياتهم الذاتية التي لا تستطيع في النهاية مقاومة إمكانيات دولة إرهابية و طغمة مجرمة بحجم النظام الإيراني؟

لا أدري حقيقة السبب الذي يجعل ساسة الخليج العربي يعيشون حالة مريعة من التلكؤ في التعامل مع الملف الأحوازي الذي هو أبو الملفات جميعا و الذي يمثل واسطة العقد و نهاية الأرب في عمق الأزمة الوجودية الإيرانية، الأحواز ليست مجرد قطعة أرض سهلية رسوبية بل أنها أكبر من ذلك بكثير، إنها الأرض العربية التي إنطلق منها الأجداد أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض ) ليفتحوا فارس و يسقطوا ظلم الأكاسرة و يشبعوا العدل في تلك البلاد التي كان حكامها يرفعون راية الظلم و العنصرية، إنها الأرض التي شهدت صفحات خالدة من التاريخ الإسلامي كما أنها اليوم تعج بملايين العرب الذين فشل النظام العنصري الإيراني بحقبتيه الشاهانية أو الثيوقراطية الحالية في تفريسها و ظلت ترفع راية التوحيد و العروبة و رفضت كل مظاهر الشرك و العنصرية وهي خزان النظام الإيراني النفطي و نقطة مروره البرية و الستراتيجية للعراق و العالم العربي، الإحوازيون لا يطلبون المستحيل وليسوا على إستعداد لأن يكلفوا العالم العربي أكثر من طاقته، فهم بإمكانهم تحقيق المهمة و إنجاز الهدف لو أمتلك الخليج و العالم العربي رؤية سياسية مستقبلية واضحة وساندوا الملف الأحوازي في المحافل الإقليمية و الدولية ووفروا الغطاء السياسي و القانوني للجهاد التحرري الأحوازي الأحوازيون لا يريدون جيوشا جرارة و لا رجالا للقتال لأن الأحواز مصنع الرجال و معدن الرجولة، فالذي يقبل حبال المشانق لايمكن أن يتردد عن المواجهة ورفع راية الإستقلال و التحرر التي تحولت اليوم لتكون مطلبا شاملا لجميع فئات الشعب العربي الأحوازي، لن يكسر ظهر الصفويين و لن يرتد أذاهم عن العالم العربي و لن يسحق عملائهم و تموت خلاياهم السرية إلا عبر دعم الكفاح التحرري الأحوازي، فهل يتحرك العرب ليساندوا إنتفاضة أسود العروبة و الإسلام في الأحواز الثائرة.. أم يظلون يلطمون و يشتكون و يبكون و يلومون الظروف كالأجداد في الأندلس المفقود... لابد من وقفة عربية جادة لمعالجة الملف الأحوازي فمنه الحل وبه الخلاص..... والتاريخ لن يرحم المترددين!

[email protected]