سنوات ولايته الأولى تكاد تنتهي، والانتخابات على الأبواب.
جاء بزخم إعلامي مثير، وبهالة سحرية وكأنه سيغير العالم نحو الأفضل بقوة الفصاحة والقدرة الخطابية.
كان له سحر خاص في العالمين العربي والإسلامي، لاسيما واسم أبيه حسين.
كان ثقل دعاياته تبشيع سياسات من سبقوه، وخصوصا جورج دبليو بوش، واتهم أميركا بالخروج عن القيم الأميركية والأخلاق الإنسانية.
تجاهل الاتحاد الأوروبي وراح يغازل والصين وأندنوسيا وأفريقيا، وأعاد لبريطانيا تمثال تشرشل، الذي كان هدية الحكومة البريطانية لروزفلت غداة الانتصار على المحور الفاشي.
خطب في القاهرة فسحر الألباب، مناديا بquot;الشراكةquot;، وقائلا إنه لن يتدخل لفرض الديمقراطية. ووعد بدولة فلسطينية مستقلة خلال عام، ولكنه وضع شرط وقف الاستيطان لعودة المفاوضات، فاصطدم باليمين الإسرائيلي وبعدم مرونة الجانب الفلسطيني، بعد أن كان الطرفان قد توصلا في أنابوليس لاتفاق مهم عام 2007 زمن بوش الابن واتفقا على خارطة طريق.
ركز خلال ولايته على محاولات كسب نظام الفقيه والسعي لإقناع الملالي وركيزتهم الضاربة، حراس الثورة، بالتخلي عن الطموح النووي العسكري. بدأ المفاوضات من الصفر، وعلى انفراد، لعل سحر دبلوماسيته ستفعل مفعولها أكثر من جهود وكالة الطاقة النووية ومجلس الأمن ومفاوضات مجموعة 5 زائد 1، منذ 2006. وبلغ من حرصه على مغازلة نظام الفقيه وعدم إزعاجه، بأن ينتهز الفرص لتوجيه البرقيات والرسائل لخامنئيي، مهنئا بهذه المناسبة أو تلك. وعندما انتفض الشعب الإيراني، وأريقت الدماء، واغتيلت ندا أغا جاري عام 2009، لزم الصمت الذهبي المطبق رغم أن مظاهرات طهران كانت تهتفquot; أوباما، أنت معنا أم معهم؟!quot;
أدان شعار الحرب على الإرهاب، واستعاض عنه بملاحقة بن لادن وكأن مقتله سيكون نهاية لخطر القاعدة، الذي هو اليوم خطر ازداد واتسع. وعندما انسحبت القوات الأميركية من العراق، وفقا لاتفاقية وقع عليها سلفه، تاركة فراغا سياسيا كبيرا ووضعا داخليا متأزما، لم تستطع الدبلوماسية الأميركية، أو لم ترد، أن تسعى بجد لكيلا تملأ إيران والموالون لها ذلك الفراغ، مما سمح لمن يتهمون أميركا - ولا نشاركهم الاتهام- بالتعمد وفق اتفاق إيراني- أميركي.
كان أكبر فشل سياسات أوباما في التعامل مع إيران.
بدأ عهده ولإيران 400 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3 ونصف بالمائة، وها هي ولها، حسب أمير طاهري، 12000 طرد بنسبة تخصيب 20 بالمائة. وخلال هذه السنوات ازدادت عنجهية السياسة الإيرانية، وتعربد تدخلها في شؤون الآخرين، وأمعنت في تخريب العملية السياسية العراقية ونشر الطائفية في العراق والمنطقة. واستمرت في استخدام القاعدة لمآربها. ونكتشف اليوم أن المطلوبين الاثنين، المسؤوليْن عن تمويل القاعدة، وهما كويتي وسعودي، واللذين رصدت لاعتقالهما واشنطن 12مليون دولار، يقيمان في إيران. كما نعرف مدى استماتة النظام الإيراني في دعم النظام السوري الجزار، وبكل الأشكال. ورغم كل هذا، ورغم العقوبات، فإن إدارة أوباما توسط الهند حاليا لإقناع إيران بالعودة للمفاوضات المنفردة وكأن شيئا لم يحدث!! وهي ترفض وضع خط أحمر على الموقف من نظام الفقيه، الذي بات على وشك الإعلان عن تحول إيران لدولة نووية حال انتهاء الانتخابات الأميركية. وحينئذ، وفي حالة عودة اوباما، فإن خطه الأحمر قد يكون[ نأمل غير ذلك- آمين!؟]: quot; فليكن، لكم القنبلة الآن ولكن لا تستعملوها ضد حلفائنا الذين سنحميهم.quot;
على الصعيد العربي العام مدت الإدارة الأميركية يديها للترحيب بالإخوان المسلمين في دول ما يدعى بالربيع العربي، واعتمدت على الإسلامي الإخواني أردوغان ودول خليجية لتعزيز هذا الاتجاه بوهم كسب الأنظمة الإسلامية الجديدة التي تعرف كيف تناور، وتلبس قناعا بعد نزع قناع. وها هو مرشد إخوان مصر يدعو لحرب مقدسة جهادية شاملة ضد إسرائيل، في وقت بات فيه دور حماس مكشوفا في هجمات سيناء، بينما الرئيس مرسي يعتبر الإرهابيين الإسلاميين مجرد مضَللين ويواصل تقديم المساعدات لنظام غزة الإخواني. ويا ترى أية حرب جهاد مصرية والوضع المصري حرج وصعب في كل الميادين!؟ أم تراد إعادة تجربة الراحل عبد الناصر في 5 حزيران!!
من يتابع الإعلام العربي يجد استمرار تعليق الآمال على عودة أوباما. فهنيئا للمتفائلين!!
إيلاف في22 أكتوبر 2012