هذه الأغنية التي غنيناها ليلة الكريسماس من كلمات أحمد صدقي وتلحين سيد درويش، وهي أغنية أفراح جميلة. ويمكنك سماع الأغنيةبالنقر هنابصوت المطرب إيمان البحر درويش حفيد سيد درويش. وهذه هي كلمات الأغنية أنقلها كاملة لجمالها وطرافتها وشكرا للحاج جوجل والشيخة إنترنت الذين جعلوا المعلومات متوفرة للبشر بكافة أنحاء المعمورة مثل الماء والهواء.

يا عشاق النبي
يا عشّاق النّبي صلّو على جماله
دي عروسة البيه تعالوا بنا نسندها له
آدي نور جمالها أهوه هل هلاله
يـا هـنيّـه للّـي ينـولها يـا هنـيّـالـــه

يــا قـمـر مــنـــــوّر سبحـــان مــن صــوّر
جولييت وسفيره عزيزة مــــين ده إســم مـزوّر
مين شاف كده بني آدمين راح تطلعي وحشه لمين
الأمّ لـــون اليــاسـمـين والأب عريض وسمين
يا سلام يــا حتّة سكّـره يا ترياق اللّي معــكَّره
يا عريسها يا زين ما التقيت

عريسك من يـــــومه آهـــو ملو هــــــــدومـه
اتهنّي به وافرحي به وكيدي اللّي يلــــــــوموا
فنجرته دي كلّها إيــه بحبوح اسم اللّه علـيه
يبدر بالألـف جنيــــه تقوليش ملاليم في إيديه
إن شا اللّه تملّي سبهللي على حسّك انت يا فلّلي
يا جنان يا ناس على ده تواليت

يا عشّاق النّبي صلّو على جماله

******
للسنة التالية على التوالي أحضر حفل ليلة الكريسماس بدعوة كريمة من أسرة مصرية في نيويورك، وكل الحضور مصريون بإستثناء قلة قليلة من الأمريكان المرتبطين بمصريين بالزواج أو الخطوبة أو الصداقة، وكنا الأسرة المسلمة الوحيدة في الحفل، وأنا بالنسبة لي كان أحساسي أنني وسط مصريين ولو دخلت الحفل فسوف تستطيع أن تعرف من المصري ومن الأمريكي ولكنك إستحالة تعرف من المسلم ومن المسيحي، ومن الأشياء المحزنة في بلاد المهجر هو إنقسام الجالية المصرية إنقساما حادا بسبب الدين، فقلما حضرت حفلا لمصريين مسلمين ووجدت بين المعازيم مسيحيين، وقلما حضرت حفلا لمصريين مسيحيين ووجدت بينهم مسلمين، وفي الحقيقة أنا أوجه اللوم للكل لأننا مصريون في المقام الأول، وخاصة إذا هاجرنا فنصبح أحوج ما نكون لبعضنا البعض، بغض النظر عن الديانة، وخاصة عندما نهاجر إلي بلاد تهتم بالشخص وعمله وأخلاقه وإلتزامه بقوانين البلاد وتترك الديانة بإعتبارها مسألة شخصية تماما، ولقد عشت في أمريكا ما يقرب من الربع قرن ولم يسألني أحد أبدا عن ديانتي، ولكن بعض الناس سألوني عن بلدي الأصلية قبل الهجرة، لأن الوطن لا يمكن أن يتغير ولكن الدين بإعتباره مسألة شخصية يمكن أن يتغير.
لذا أتمنى أن يقترب المصريون في الهجرة أكثر من بعض ولا يستمعوا إلي أراء المتخلفين الذين يعتقدون أن المسلم الماليزي يمكن أن يكون حاكما على مصر ويرفضون أن يكون مصريا مسيحيا حاكما على مصر، ووضعوا دستورا قد يصدر قوانين نابعة من ديانة قد تخالف ما يدين به حوالي 8 ملاين مصري، بينما أن الدستور المفروض فيه أن يكون لكل المصريين، وتلاحظون أنني دائما أستخدم لفظ المسيحيين المصريين ولا أستخدم لفظ الأقباط، لأني أعتبر أن كل المصريين هم أقباط، وأن الأقباط هو الأسم الأصلي للمصريين.
....
وفي حفل الكريسماس أخذنا نغني أغاني عديدة نقطع بها هموم الغربة ونسترجع ذكرياتنا الجميلة في مصر غنينا أغاني لأم كلثوم وعبد المطلب وعبد الحليم وعبد الوهاب ومحمد رشدي وغنينا الليلة الكبيرة كاملة وهي التي تتحدث عن الإحتفال بمولد الحسين، ولم أشعر في أي وقت من الأوقات أن من حولي هم مسيحيون ولكني أحسست بأني وسط مصريون أوفياء لوطنهم ولذكرياتهم، ونحن في الغربة و في الهجرة ذكرياتنا هي أهم كل ما نملك سواء كانت أغاني أو أكلات مميزة أو أفلام قديمة ونجلس في الغربة نجتر ذكرياتنا حتى الممات، ونتفاعل مع أخبار الوطن الأم أكثر ممن يعيشون في مصر، ولا نهتم كثيرا بأحداث موطن الهجرة بنفس القدر.
وفي إثناء الحفل لم يقم أي شخص بأداء أغاني دينية أو ترانيم كنسية إحتفالا بمولد السيد المسيح ولكني بالعكس فوجئت بأحد لأطباء المصريين وهو مسيحي الديانة أيضا، يبدأ بالغناء أغنية : quot;ياعشاق النبي صلوا على جمالهquot;، والمقصود بالنبي طبعا هو نبي الإسلام محمد وليس نبي المسيحية عيسي، وكان معظم الحضور يحفظون الأغنية أكثر مني، وعند الإنتهاء من الإغنية قلت لنفسي إن مصر بخير، وأن طيور الظلام التي تعشش الآن على شجرة مصر سيهدمون عشهم بأنفسهم عندما يطلع النهار وهو قريب قولوا آمين ياعشاق النبي، أي نبي، وكل مين له نبي يصلي عليه!!
وكل سنة وأنتم طيبون.
[email protected]
وتابعوانا على تويتر
@samybehiri