استحوذ المشهدان المصري والسوري مع فارق التشبيه عليّ طيلة أحداث الأسبوع الماضي، في الأول انتخابات وفي الثاني انتحابات، ومع هذا الزخم من الأحداث قرأت تقريراً يتقاطع كثيرا مع المشهدين السابقين، ويتناول ثلاثة طرق لا رابع لهم عن كيفية quot;تخلُّصquot; السيدة البدينة من الشحوم المتراكمة على جسدها، ويذكر بأنها تصرف نصف مالها ووقتها على الحمية والنصف الآخر على الأكل، سأبدأ بالحديث عن الطرق الثلاثة للحمية الغذائية وسأحاول ربط بعض نتائجها بالمشهدين المصري والسوري!

ما من سيدة بدينة اتخذت قرار البدء بالحمية الغذائية إلا ووصلت مرحلة لم تستطع التعايش مع نفسها والآخرين خاصة وهي ترى سيدات ذوات قوام ممشوق يغري عين وقلب كل مراهق وشاب وكهل.. وعجوز أيضاً، وهي تعرف حق المعرفة بان كل ما تملكه من ملابس ومجوهرات وأطقم أحذية فاخرة لا يعني لهؤلاء شيئًا مع جسم بدين!

من هنا فإن السيدة الجادّة تتخذ quot;قراراً جاداًquot; تبدأ به البحث عن برنامج حمية متوسط الأمد تم تجريبه من قبل بدينات سابقات نجحن به مع معرفتها في بطء ظهور النتائج المرجوة حيت أثبتت التجارب أن الملل يتسلل إلى غالبيتهن سريعاً ويتوقفن قبل إتمام البرنامج!

أما نصف الجادّة فقرارها بالطبع سيكون quot;نصف جادquot; وتفضّل أن يبدأ البرنامج يوم السبت وعادة ما يكون على بعد ستة أيام، وكل ما وصل يوم سبت تقوم بتأجيله للسبت الذي بعده وربما يصل حالها لاستخدام أدوية وعقاقير تسد بها شهيتها للطعام وإدمانها ومن ثم سد شهيتها للحياة!

الطريقة الثالثة والأبشع على الإطلاق تلجأ إليها البدينة كآخر الحلول هي التدخل الجراحي المباشر في سحب وشفط الدهون إضافة لعمليات جراحية تنقص من وزنها إلى النصف في فترة زمنية قصيرة وهنا يستخدم الجراح كل أدوات القص واللصق والنتف والكلمات الأخيرة تغني عن سرد أي مخاطر إضافية لهذه الطريقة!

وبما أنني بدأت بالمشهدين المصري والسوري فمن المفيد الإشارة إلى أن السيدة السورية ساقتها أقدارها المحزنة لمواجهة التدخل الجراحي مع جرّاح ودكتور( كامل الدكتوراة خلافا لأنصاف الرجال من العرب الآخرين على حد زعمه) وأدوات جراحية مهترئة تزيد من مشاكلها وتعرضها يومياً لمخاطر الموت المؤكد!

وعلى العكس من ذلك فالسيدة المصرية اكتمل إلى حد بعيد برنامجها التدريجي التي اختارتها لنفسها وإن صاحبتها بعض المشكلات المتوقعة ولم يبق منها إلا القليل من الشحوم لتكون في أجمل وأبهى صورها تغري بها الأعين الذكورية والأنثوية على حد سواء وتحفز quot;البدينات الأخرياتquot; على الحذو بحذوها!

سؤالي للبدينات اللواتي لم يبدأن بعد، أي الطرق الثلاثة تفضلن؟ برنامج حمية مجرب ومضمون النجاح وإن كان طويلاً بعض الشيء، أم أدوية وعقاقير تعرض حياتكن للموت البطيء أم الوقوع فريسة سواطير وأدوات جراح شرس؟

العاقلة ستختار الأولى قبل فوات الأوان!