التصريحات الاخيرة للمستشار الامني للحکومة العراقية السيد فالح فياض و التي هدد فيها علنا باللجوء للقوة لنقل الاعداد المتبقية من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، أکدت للعالم بأن قضية أشرف قد وصلت الى مرحلة خطيرة و بالغة الحساسية و لايستبعد تکرار سيناريو 8 نيسان أبريل 2011.

تصريحات السيد فياض، کانت متزامنة مع جملة مواقف و تصريحات أمريکية و من جانب الامم المتحدة والتي إتسمت بنوع من المغازلـة للنظام الايراني على حساب الحقيقة و الواقع، وهو مامنح هذه التصريحات الکثير من الجدية و ميزها عن غيرها من التصريحات الاخرى التي کانت تطلق لأسباب او تکتيکات سياسية لأهداف محددة، ولئن کانت کل التقديرات و التوقعات تتجه الى أن التصعيد و المواجهة بين سکان أشرف و القوات العراقية هو الاحتمال الاکثر الذي يميل له المحللون و المراقبون السياسيون، لکن المبادرة الخاصة التي أطلقتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية أکدت بأن المقاومة الايرانية لاتحبذ أبدا الاستمرار في مسارات رسمها و حددها النظام الايراني وانما تسعى بکل جهدها من أجل أن تسلك سبلا و طرقا تنأى بها و بالاطراف الاخرى بعيدا عن أهداف و أجندة و مرام هذا النظام.

مبادرة السيدة رجوي التي تسعى لرسم خارطة طريق هادئة في جو مشحون و عاصف لمشکلة ألقت و تلقي بظلالها على العديد من الاصعدة المختلفة، وفي الوقت الذي تعلن فيه السيدة رجوي موافقتها على نقل الوجبة السادسة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي کتلبية لطلبات أمريکية و أممية و عراقية، فإنها تطالب في المقابل الولايات المتحدة الامريکية بإصدار بيان عام تعترف فيه بتعاون سکان أشرف و تؤکد الالتزام الامريکي ازاء ثلاثة محاور أساسية تتجلى في:
1ـ التعامل مع التسمية في لائحة المنظمات الإرهابية الخارجية وإلغاء التسمية كما كانت الوزيرة كلنتون قد اعربت عنه في 29 شباط/ فبراير 2012 والإعتراف بالقرار الصادر عن محكمة استئناف الأمريكية في مقاطعة واشنطن والذي يلزم وزيرة الخارجية بحسم موضوع تسمية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قائمة المنظمات الإرهابية الخارجية (FTO) لغاية الاول من تشرين الأول 2012.

2ـ القيام بمسعى حقيقي من أجل معالجة الحالات الإنسانية العالقة في ليبرتي ومنها الآليات الكفيلة بتوفير المياه والكهرباء لان هذه المتطلبات تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان.

3ـ حماية أمن السكان وسلامتهم لحين إعادة توطينهم في بلدان ثالثة خارج العراق مع الإلمام بحقيقة هي ان النتيجة الدولية المرجوة لن تتحقق بسرعة دون إلغاء التسمية المذكورة.
من الواضح جدا أن السيدة رجوي قد ألقت بالکرة في الملعب الامريکي بشکل خاص وفي ملعب الامم المتحدة بشکل عام، وانهما الان الى جانب المجتمع الدولي مطالبون بإتخاذ موقف أکثر شفافية و وضوحا ازاء هذه المشکلة التي تدخل و يتدخل فيها النظام الايراني بطرق و اساليب مختلفة و همه الاساسي هو حسم و إنهاء مشکلة أشرف بالطريق و النهج الذي يصب في مصلحته و أمنه المهزوز، وهذا مايجب على المجتمع الدولي الانتباه إليه جيدا و عدم إعطاء الفرصة لنظام بات يعيش أيام حاسمة و حساسة في حياته لکي يستغلها ليس ضد المقاومة الايرانية و الشعب الايراني فقط وانما ضد أمن و استقرار المنطقة و العالم أيضا.

[email protected]