اللهم بلغ حبيبك ورسولك محمد quot; صلى الله عليه وسلم، أطيب تحية، وأعطر سلام، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، أخلاقك يا حبيبيى لا تسمح لك بالرد على إساءة السفهاء، وأفعال الجهلاء، رسالتك السمحة ترد على هؤلاء الاقزام، ومكانتك في أعلى عليين في دار الحق، لا ينال منها من يسكنون الجحور في دار الباطل، فداك أهلي ومالي يا سيد البشر.

العجب كل العجب، أن نرى المسلمين بأفعالهم اليوم يسيئون لرسالتك، التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، لقد اختارك quot;اللهquot; سبحانه وتعالى خاتماً لرسله، وخص صحابتك بعبء تبليغ الدعوة إلى البشر كافة، ورثوا أمانة التبليغ فقاموا بها خير قيام، وساحوا في الأرض كالماء الطهور، يحملون هذا الدين، يزرعون في النفوس أحكامه وأخلاقه، فدخل المسلمون في إندونيسيا، وجنوب شرق أسيا الإسلام أفواجا، حين وجدوا في التجار المسلمين صفات وقيم أخلاقيه، لم يعهدوها من قبل، فكتب الله للصحابة الكرام الرضوان في الدنيا قبل الأخرة، وكانوا كما قال الصحابي الجليل quot;ربعي بن عامرquot; مبعوث رسول الله الى كسرى ملك الفرسquot; نحن قوم إبتعثنا الله لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والأخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلامquot;.

فؤاد التوني

أين المسلمون من هذه الاخلاق في هذا الزمان؟. المتابع للاحتجاجات على الفيلم المسيء في مصر وليبيا وتونس والسودان وباكستان وبنغلاديش ومعطم بلدان العالم، يجد سلوكيات ليست من الإسلام في شيء، فالاسلام هو دين كل الأنبياء والرسل من سيدنا quot;أدمquot; إلى quot;محمدquot; صلوات الله عليهم أجمعين، وصفات الرسول الخاتم وصحابته الكرام، لم تعد قائمة في معظم مسلمي هذا الزمان، وبالتالي لم يعد هناك ما يدفع غير المسلمين للدخول في هذا الدين، ورغم أن الأسلام هو الدين الأسرع انتشارا، فإن من يدخلون فيه يدرسونه بعمق، ويدخلونه عن قناعة، بل ويتحول جميعهم إلى دعاة الى الله، وهي المهمة الرئيسة لكل مسلم، يُسأل عنها يوم quot;لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليمquot;، أحد الداخلين حديثاً في الإسلام، جاء من الغرب لاداء فريضة الحج وحين شاهد سلوكيات المسلمين قالquot; الحمد لله الذي عرفني الإسلام قبل المسلمينquot;.

من حيث لا يدروا، قدم المسلمون دعاية مجانية للفيلم البذيء، ورغم وجوده على اليوتيوب منذ شهر يوليو الماضي، لم يشاهده سوى بضعة الاف، وبعد قيام الاحتجاجات هذا الشهر وشاهد العالم قتل السفير الاميركي في ليبيا، والهجوم وحرق السفارات في السودان ومصر وتونس وغيرها، شاهد الملايين مقطعاً من الفيلم المشوه، وهي عبارة عن صور ومشاهد كريهه، ليست من الفن في شيء، حتى أن من قامت بالتمثيل في هذا العمل quot;سيندي لي غارسياquot; رفعت قضية على المنتج، وقالت إنها خدعها، وصور لها الفيلم على أنه عن مغامرة في الصحراء، مشيرة إلى أن الدبلجة ليست صحيحة.

لا يكون الرد على الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم بالهجوم على السفارات، فقد ضرب لنا خير الخلق quot;محمدquot; أروع المثل في الاحسان إلى من أساء اليه، وهو الحادث الشهير، والمعروف بأن يهودياً كان يلقي القاذورات بجوار بيت النبي، وفجأة لم ير الرسول هذا الرجل عدة أيام، فسأل عنه وقيل له إنه مريض، فما كان منه صلى الله عليه وسلم الا أن ذهب لزيارته، فشهد اليهودي أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، اليوم يتصدر المشهد بعض الدعاة الذين يسيئون لدعوتك ولهديك النبوي، دعاة لم يعرفوا من هديك سوى إطالة اللحى، وتقصير الثياب، والهجوم على عباد الله، وتكفير من يخالفهم في الرأي.

ليس غريباً أن نجد مستشرقين كتبوا شهادات لخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بين هؤلاء المستشرق الفرنسي quot;الفونس إينين دينيهquot; الذي هاجم علماء الدين المسيحي لتغاضيهم عن الاعتراف بفضل الرسول quot;محمدquot; على الإنسانية جمعاء، وأسلم عام 1927، أما quot;كارل بروكلمانquot; فذكر في كتابه quot;تاريخ الأدب العربىquot; أن محمدا أنار الطريق لمن كانوا يسيرون فى الظلام، ويقر المستشرق quot;لبلانتاجيت سومرست فرايquot; في كتابه quot;ألف شخصية عظيمةquot; بأن كثيراً من المغرضين طمسوا معالم شخصية النبى محمد، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، إنه شخصية أثرت فى التاريخ وهو نبى مرسل.

دون أن ننجر إلى فخ تنصبه لنا دوائر مشبوهة في الولايات المتحدة وأوربا، علينا أن نُعمل العقل للدفاع عن سماحة الإسلام، ووسطية هذا الدين، ونبين سيرة خاتم الرسل الذي بلغ الأمانة، وأدى الرسالة، ونغير الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام، فصانعو الفيلم حققوا أهدافهم، وصوروا المسلمين بأنهم لا يقبلون ما يعتبرونة حرية الابداع، غير مدركين أن الحرية تتوقف حين تجور على حرية الأخرين، نحن من وجهة نظرهم نحمل الافكار المتطرفة والسلوك العنف، ما زاد الامر سوءاً أن وزير السكة الحديد الباكستاني رصد 100 ألف دولار لمن يقتل مخرج الفيلم المسيء، ووسائل الإعلام الغربية تسوق بالصوت والصورة والفعل والقول هذه الصورة النمطية عن الأسلام وأتباعه، ومهما حاولوا من أفعال فان الله متم نوره ولو كره الكافرون، وسيظل رسول الله الرحمة المهداة، والقدوة للبشر جميعا، ولن يضره حقد الحاقدين، ولا بذاءة المسيئين، ويكفي وصف الله سبحانه وتعالى لرسوله بقوله quot; وإنك لعلى خلق عظيمquot;.

إعلامي مصري