وكأن تاريخ مصر يصر أن يعيد نفسه ولكن للأسف لا ليعكس تاريخ أجدادنا العظماء في السماحة والفن والرقي والتحضر، إنما في الكراهية والحقد والتطرف وهاهم أقباط مصر يعانون تحت حكم الأخوان.. كل يوم مأساة تعكس مدى تشبع الغوغاء والدهماء للكراهية والنازية.

بعد سرقة ثورة يناير من شبابها بجماعات أختزلت الدين والوطنية والله ذاته فيها فسعت تلك الجماعات في أرض مصر فساداً... تسرق وتنهب وتحرق وتخطف وتسلك سلوك أقبح وأحقر من سلوك النظام البائد فألصقت التهم جزافاً للنيل من الأقباط لخدمة أهدافهم الخبيثة ربما لتقسيم الوطن أكثر وأكثر في هذه المرحلة الحرجة والقضاء على صوت الأقباط في ربوع مصر...

وهاهم أتباعهم من الغوغاء والدهماء يعيثون في الأرض فساداً في قرية فانونس مركز طامية قاموا بهدم جمعية قبطية وبعدها بعدة أيام يهاجمون منازل الأقباط بقرية المراشدة التابعة لنجع حمادي بسبب شائعة مفتعلة للهجوم على منازل ومتاجر الأقباط فيحرقوا ويدمروا 6 متاجر منهم صيدليتان وسيارات ودراجات بخارية يملكها أقباط فضلاً عن محاولة إحراق كنيسة أبوفام الجندي بالقرية علاوة على إسقاط صلبان الكنيسة والاعتداء على اقباط قرية quot;اشمولquot; بديروط بمحافظة اسيوط وصاحب ذلك سرقة ونهب وحرق.

فسلوك النظام الأخواني هو نفسه سلوك النظام المتجبر.. يستنكر الحوادث وهم فاعلوها! يتحدثون عن السماحة ويخططون بالعدوان يشبعون العالم الخارجي كلمات عن السلام وأفعالهم على أرض الواقع العكس، يتحدثون عن معاقبة المجرمين ويخرجونهم بالعفو الرئاسي... ويتحدثون عن إلتزامهم بالمواثيق الدولية وافعالهم ضد الميثاق العالمي للأمم المتحدة في سلوك يفوق سلوك النازيين أيام الحرب العالمية راعين ليس للتطرف فقط بللاجواءمخططي جرائم الكراهية المنصوص عليها في مواثيق الامم المتحدة.

جريمة الكراهية: laquo;التحيز الذي ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدي عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..raquo;، كما أن جريمة الكراهية تُرتكب بأشكال مختلفة من دولة إلى أخرى رغم أن أركانها واحدة وهي:

الركن الشرعي: ويُراد به النص القانوني الذي يجرم هذا السلوك.

الركن المادي: ويُراد به الفعل الذي يقع إما بوسيلة إيجابية، وهي ممارسة الجريمة مثل الاحتقار أو الازدراء أو العنف ضد مجموعة أو شخص، أو قد يكون الركن المادي بوسيلة سلبية بمعنى الامتناع عن القيام بعمل معين يوجبه القانون بدافع الكراهية مثل رفض معالجة أو انتقاد شخص بسبب أصله أو دينه أو لونه أو جنسه.

الركن المعنوي: الذي يراد به القصد الجنائي حيث أن هذه الجريمة هي من الجرائم العمدية التي يجب أن يتوافر فيها هذا الركن.
فالمادة 7 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان للقضاء على التمييز العنصري تنص على: لكل إنسان حق في المساواة أمام القانون، وفي العدالة المتساوية في ظل القانون، دون تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الأصل الإثني، حق في الأمن على شخصه وفي حماية الدولة له من أي عنف أو أذى بدني يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أى فرد أو أية جماعة أو مؤسسة.

إن توصيف الإعتداءات التي تقوم بها الجماعات الدينية على الأقباط والمسلمين المخالفين في المذهب تندرج تحت بند جرائم الكراهية laquo;التحيز الذي ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدي عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..raquo;.

أخيراً إن ما يحدث للأقباط على أرض مصر من النظام الأخواني المعضد من قبل الجماعات السلفية هي جرائم شديدة التطرف والكراهية والحقد في ربوع الوطن.

إن جرائم الكراهية في مصر لا تسقط بالتقادم... كما أن هناك مسؤولية وإلتزام على جموع المصريين الشرفاء إلتزام ديني وأدبي وأخلاقي ووطني... ألا وهو فضح النظام وهذا ليس لأقباط مصر إنما لصالح مصر ومستقبلها المهدد.. ورسالة إلى أقباط مصر المحللين للحكام الجدد...

ولكل قبطي ارتضى لنفسه أن يكون محلل للنظام على أرض مصر للتاريخ صفحتان صفحة ناصعة للشرفاء ومزبلة لكل من ارتضى لنفسه أن يعمل محللا.

فمع ذكرى ثورة يناير تاكد للعالم ان الاخوان يقسمون مصر ليس الى مسلمين واقباط انما تقسيم المصريين جميعا الى اخوان وغير اخوان............. فالنهاية قريبة وشمس مصر ستشرق..

[email protected]