بداية وفي أول سطر لابد من الاشارة ان استخدام مفردة السنة العرب لاتعني كل السنة العرب في العراق أذ لايمكن التعميم على 15% من تعداد الشعب العراقي فمثل ذلك ان حدث سيكون اطلاق غير منصف لان الكثير من ابناء محافظات الحكم السابق في صلاح الدين والموصل والانبار كانوا بعيدين عن دوائر الحكم الصنمي الساقط، لكن بنفس الوقت فان كل المناصب والوزراء والسفراء وقادة الجيش والامن والمخابرات وكل دوائر الدولة ومقاوليها وتجارها والمستفيدين من الحكم كانوا من تلك المحافظات الثلاث دون غيرها. وهذه الامور لاتحتاج الى قال الراوي ولا لصحائح مسلم او البخاري حتى نختلف عليها بل هي واقع تاريخي اقصائي وظلامي دفع العراق البلد والعراقيين الشعب اثمانه الباهضة منذ عقود طويلة وحتى يومنا هذا مازال جرح نازف دون انقطاع. لذلك
ان ماحدث ومايحدث في محافظات الحكم السابق في صلاح الدين والموصل والانبار من مظاهرات مفتعلة ومستفزة لغالبية الشعب العراقي اصبحت خطر يداهم المكتسبات الانسانية والدستورية والديمقراطية في البلد، فلقد تم أستغلال المطالب الشرعية لبعض المتظاهرين وتسخيرها كخطوة أولى في خارطة طريق كارثية تحاول أعادة حكم الاقلية السنية العربية في العراق تحت شعارات لم تعد تنطلي على أفقر الناس وأبسطها، لذلك فان خطابات عزت الدوري وهيئة علماء السنة والمدان الهارب طارق الهاشمي والشيخ السعدي وايضا مفتي الديار السنية ووزراء واعضاء برلمان وشيوخ عشائر وشيوخ دين جميعهم وان اختلفت مفردات التعبير بطرق حزبية او عشائرية او سياسية او اجتماعية او طائفية او مغلفة بالدين او الوطنية لكنها تؤدي الى طريق واحد لاغيره هو مختصر مفيد quot; اعطونا حكم العراق quot;!!.
ان يقف عضو برلمان ويصف غالبية الشعب العراقي الساحقة الشيعة بالخنازير المجوس! وان يتوعد وزير في الحكومة بتحرير بغداد من الصفوين الشيعة ثم يذهب لتحرير طهران! وأن يقف معمم ليعلن منع كل عبد الزهرة وعبد الحسين والعباس من الدخول لمدنهم وأن يقيم بابهم العالي في اسطنبول مؤتمر تحت يافطة quot; الانتفاضة العراقية quot; وترفع صور أوردغان واعلام تركيا في المظاهرات وأن يعلن شيخ عشيرة بانهم سيهجمون على أسوار بغداد ويجعلوها انهار من الدماء وأن يعلن النجيفي بان هذه المظاهرات quot; بداية عقد جديد لحكم العراق quot;، وأن يتم استقبال شيوخ الجنوب والفرات الاوسط بالحجارة والشتائم رغم موقفهم الايجابي في تجاوز كل هذه الخزعبلات، فان مثل هذا السلوك والتصريحات ليس مخض صدفة او زلة قدم او حتى زلة لسان بل انه منهج دموي وظلامي خطير ينتظر الاشارة للانطلاق بساعة صفر انقلابية اخرى. والسؤال وبعد كل ذلك وغيره الا يخجل البعض من نفسه وهو يصف هذه العورة الوطنية بالثورة او الانتفاضة!!والتي توجت بقطع الطريق الدولي على العباد والبلاد.
ومسالة حكم العراق طريق مغلق عليهم ولاحتى بالاحلام وبالفعل كان قد بدأ الكثير من هولاء يستوعب الامور حتى أشهر قليلة لكن ماحدث في المنطقة وخاصة احداث سوريا أعاد احلام السؤ هذه لبعض الرؤس مرة أخرى بتحريض من سلطانهم العثماني أوردغان سليل مراد الرابع وايضا بتحريض من دولة المجهر الغازية المراهقة. ولكن الخطوة الاخيرة التي أنفلتت من أجندتهم دون وعي من خلال أعلان شيوخ عشائر وشيوخ دين ومسؤولين بنيتهم الذهاب الى بغداد لاقامة المظاهرات في الاعظمية حيث جامع ابو حنيفة quot;رضquot; كانت هذه الخطوة مرسومة مسبقا لكن طريقة اعلانها لم تاخذ بنظر الاعتبار الواقع الاخر لغالبية الشعب العراقي و الذي لم تهتز له ولا شعرة واحدة بل كان هذا السلوك التدميري مركز استفزاز للتجهيز والتحضير لساعة لايتمناه الكثيرون، وكذلك هذه الشطحة لم تاخذ بنظر الاعتبار الوضع على الارض في سوريا والذي لايسير بما يسرهم ويدعم موقفهم بعد أن ربطوا أمورهم وحاضرهم ومستقبلهم بما يحدث من خطوات طائفية في سوريا، ثم الاهم ان السلاح والعدة والعدد لم يكتمل دخولها الى العراق وكذلك تدريبات العصابات في دول الجوار لم تكتمل. لذلك انطلقت وعلى الفور الاوامر من اسطنبول وبعض مدن النفط العربي quot; لاتسعجلوا الذهاب الى بغداد الان... الامور تغيرت quot; فما كان من هولاء الا خرجوا علينا ببيانات وطنية صفراء تدعوا لالغاء هذه الخطوة البغدادية تحت يافطات وشعارات كاذبة ومكشوفة ولابأس بعد ذلك أن ترمى دعوات مظاهرات بغداد برأس quot; شبيبة الثورة quot; مع العلم أن التوثيق التلفزيوني والاذاعي يتبت من هم دعاة هذه الصلاة الكارثية التي ألغيت في ساعاتها الاخيرة.
والمفارقة في الموضوع ان يخرج أحدهم ليطالب الدولة بتوفير الحماية والطرق للمتظاهرين للوصول الى جامع ابو حنيفة وكما قال نصا quot; وكما تفعل الحكومة مع زيارة محرم حيث ذكرى استشهاد الامام الحسين quot;عquot;! والفرق في واقع الامر كبير لان زوار كربلاء يذهبون مسالمين مشيا على الاقدام وهم يعلمون ان بهائم الموت تستهدفهم جسديا وأرهابيآ، اما مدعين الزيارة المزعومة لابو حنيفة فهذه زيارة سياسية خطيرة أن حدثت ستفجر بغداد وستعيد أيام سوداء من الاستهداف والمواجهات الطائفية المقيتة، وستكون هذه الصلاة الاستفزازية شرارة النار التي ستلتهم الكثيرون وفي مقدمتهم من أسس ودعم هذه الخطوات التدميرية.لكن بالتاكيد ان الامور هذه المرة ان حدثت ستختلف كثير وبشكل كبير وجوهري لن تفيد بعدها لاصحوات ولا الف بيان وطني كاذب ودجال، بل سيقال كان هنا العراق، لذلك على أخوتنا وأهلنا العقلاء في هذه المدن العراقية الالتفات الى خطورة الموقف وتقدير الامور قبل ان تفلت من عقالها فانتم اخوتنا وأهلنا وبنت الرمادي أختنا والام في الموصل امنا ومايمسهم يمسنا والعراق يسعنا جميعا بخيراته وتاريخه وحاضره ومستقبله، اما اوردغان واغلو ودول المجهر هولاء لايشتركون معنا في هذا الشعور الانساني والمصيري بل هم أداة يبحثون عمن هو أدنى من الاداة نفسها بين صفوفكم، فالاسلم لكم ان تقيموا صلاة واقعية هذا الاسبوع لاصحاب الحكمة والعقلاء بعيدا عن بغداد وأهلها تحت شعار quot; لن يعود حكم الاقلية السنية في العراق quot; أما غير ذلك فهو الفراق الدائم آجلا أم عاجلا.
التعليقات