الجريمة المروعة التي حدثت في الصباح الباکر من يوم السبت التاسع من شباط عندما تعرض مخيم ليبرتي الخاص بأفراد المعارضة الايرانية من أعضاء منظمة مجاهدي خلق و أدى الى إستشهاد 6 أفراد و جرح 50 آخرين إصابات البعض منهم بليغة، تقرع مرة أخرى ناقوس الخطر للمجتمع الدولي و تحذرzwnj;ه من مغبة السکوت و التغاضي عن ماجرى و يجري بحق هؤلاء المعارضين الذين يعانون من حصار مادي و معنوي مفروض عليهم بأمر و توجيه من النظام الايراني.

هؤلاء المعارضون الذين تعرضوا خلال الاعوام الماضية لهجمات عنيفة من جانب السلطات العراقية وصفتها الاوساط السياسية و الاعلامية و المعنية بحقوق الانسان بأن العديد منها کانت بمثابة جرائم بحق الانسانية، جاءت جريمة يوم السبت لتضيف جريمة أخرى بحق الانسانية ضد سکان مخيم ليبرتي و تضع من جديد المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الانسانية و الاخلاقية تجاه هؤلاء السکان و حمايتهم من الاخطار و التهديدات المحيقة بهم و التي تأتي کلها بطبيعة الحال من جانب النظام الايراني.

جريمة يوم السبت وعلى الرغم من أنه لم يتم يوجه أي إتهام علني للنظام الايراني بإرتکابها او التخطيط لها، لکن معظم القرائن و الادلة تدل بشکل واضح و جلي أن هذا النظام هو الطرف الوحيد المستفاد من هکذا عملية بربرية وحشية تمجها و ترفضها و تدينها بشدة قيم السماء و المبادئ و الاعراف الانسانية المتعارف عليها، إذ أن هذا النظام الذي تلطخت يداه بدماء أعضاء منظمة مجاهدي خلق ويکفي هنا أن نشير الى الجريمة الوحشية البربرية التي تم إرتکابها بحق أکثر من 30 ألفا من الافراد المسجونين التابعين او المتعاطفين مع منظمة مجاهدي خلق عام 1988، بقرار خاص من جانب الخميني نفسه عندما أصدر اوامره بإعدام هؤلاء المسجونين لمجرد کونهم أعضاء او متعاطفين مع منظمة مجاهدي خلق، ولو تتبعنا مجريات الاحداث و الوقائع التي جرت مع سکان معسکر أشرف بعد سقوط النظام العراقي و إستشراء نفوذ النظام الايراني و بشکل واسع جدا في العراق، لوجدنا أنه قد هناك دوما خطا تصاعديا ضدهم بل وان هذا النظام قد تمکن و بصورة فعلية و عملية من إختراق مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معسکر أشرف و التي تم إبرامها بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية، حيث أن الذي جرى بعد تطبيق و تفعيل بنود تلك المذکرة، أن السياق العام لها قد صب في صالح النظام الايراني و هو مايعزز الشکوك و التوجسات ضد هذا النظام و يجعلها تصل الى مستوى اليقين، ولاسيما وان مسؤولي النظام و على رأسهم سفيرهم دانائي فر في بغداد قد أطلقوا تصريحات تؤکد دورهم الفعلي و العملي في الخط العام لتنفيذ بنود هذه المذکرة و الانکى من ذلك أن ممارسات و تخبطات مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق تدل هي الاخرى على أن النظام الايراني قد بات اللاعب الاکبر وحتى الرابح الاکبر في العملية کلها، وان جريمة يوم السبت النکراء و الخسيسة و البعيدة کل البعد عن أبسط القيم و المعايير السماوية و الانسانية قد أحرجت ممثلية الامم المتحدة في العراق و دعتها الى إصدار بيان عاجل تدعو فيه الحکومة العراقية الى إجراء تحقيق عاجل في الحادث الاجرامي الذي وقع وهو مايدل على تخوف هذه الممثلية و في شخص کوبلر نفسه من تبعات و جريرة هذه الجريمة القذرة ولأجل ذلك يحاول التنصل من عواقب تداعياتها بأن يسجل له موقفا مشرفا في الرمق الاخير من مجريات التراجيديا الخاصة بسکان مخيم ليبرتي.

الجريمة المروعة التي حدثت يوم السبت التاسع من شباط ضد سکان مخيم ليبرتي و اودت بحياة ستة و أصابت خمسين منهم بجروح، هي جريمة في وضح النهار لاتحتاج الى المزيد من التمحيص و التحقيق ذلك أن المجرم هو نفسه ذلك الذي أعدم 30 ألفا بجرة قلم، وهو نفس الجاني الذي قام بقتل 36 و جرح أکثر من 300 فردا في معسکر أشرف في يوم 8/4/2011، وان هذا المسلسل الاجرامي سيستمر في حالة عدم تدخل المجتمع الدولي، لکن السؤال الاهم هو: هل سيتدخل فعلا المجتمع الدولي و يضع حدا لهذه الجرائم و المذابح الوحشية؟

[email protected]