يبدو من الواضح جليا بإن الحياة السياسية للرئيس العراقي وزعيم حزب الإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني قد إنتهت عمليا بعد ازمته الصحية الأخيرة وفراغ المنصب السيادي العراقي ممن يشغله في ظل الترهل المضحك لترؤس النائب الحالي والمتبقي للرئيس وهو خضير الخزاعي والذي شكل وجوده عالة على المنصب وإهانة له!!!

ويبدو أيضا في جلبة الصراع العراقي الساخن وتنطع رؤوس عديدة للقيادة البديلة بأن التكتيكات والطموحات الشخصية والمناورات السياسية وحملات الإنشقاق السياسية قد سلطت الأضواء على شخص نائب رئيس الوزراء الحالي والمثير للجدل السيد صالح المطلق ليكون المرشح الرئاسي العراقي القادم خصوصا بعد أن نجح المطلق نجاحا مطلقا في النكوص على عقبيه و التنكر لحلفائه وأنصاره و تجاوز حساسيات الماضي والركوع والإنحناء لصانع الملوك الحالي في العراق الرفيق نوري المالكي رئيس الحكومة والذي تسيد الموقف ليس بعبقريته الفذة!! ولاسياسته الخارقة الحارقة! ولا إبداعاته في عوالم الإختراق والإحتراق بل بسبب تفاهة خصومه وسقم تكتيكاتهم ولعدم وجود الحماية والتغطية الدولية والإقليمية اللازمة لهم!

فالمالكي الطامح لترؤس الحكومة ( حتى ظهور المهدي ) يطمح لأن يكون بيضة القبان في صنع الرئيس العراقي القادم وتحديد هويته بعد نجاحه في زحلقة وإبعاد و تشويه سمعة أبرز من يستحق المنصب ومن هو لائق به وأقصد نائب الرئيس المطارد بتهم إرهابية مفبركة ومثيرة للسخرية وهو اللواء المهندس الدكتور طارق الهاشمي بمواصفاته القيادية والعلمية والإنسانية المعروفة والتي تؤهله فعلا لأن يكون وجها سياديا عراقيا يتشرف و يشرف العراق في المحافل الدولية، ولكن يبدو أن للطائفيين وأهل المشروع الإيراني مخططاتهم وأجنداتهم الكبرى، صالح المطلق و الذي يشرأب لمنصب الرئيس وبرغم تحالفه مع نوري المالكي الذي يسعى حثيثا لتنصيبه في المنصب المذكور عبر إستعادة منصب الرئاسة من الحصة الكردية ليس على وفاق مع بقية قيادات التحالف الشيعي العراقي، فوزير النقل الحرسي هادي العامري سبق له وعبر تسجيل متلفز ومنشور على اليوتيوب أن هاجم السيد المطلق وأتهمه بأنه ( عميل بريطاني ) فرضه الإنجليزبعد أحتلال العراق!!

وتطلع المطلق للرئاسة جعله يتخلى عن حلفائه الطبيعيين ويتخلى عن مطاليبهم العادلة وخصوصا جبهة المنتفضين و المعتصمين السلميين في الأنبار والموصل وسامراء الذين سبق لهم و أن أهانوا المطلق خلال زيارته لهم قبل شهرين، ترتيب الإدارات و القيادات في العراق يخضع لمساومات خاصة ولترتيبات معينة يلعب فيها نوري المالكي دورا مركزيا، ومنصب الرئاسة في العراق رغم كونه منصب تشريفي أكبر منه سلطوي إلا أنه له دلالاته المعنوية الحاسمة والمهمة، فاللرئيس في النهاية صلاحية البت في الأمور الإدارية والقانونية الحاسمة والإنسجام لابد أن يكون بين منصبي الوزارة الأولى والرئاسة فبدونهما تتعطل عجلة إدارة الدولة، وجميعنا يعلم بأن العلاقات بين المالكي والرئيس طالباني في أيامه الأخيرة وقبل مرضه لم تكن ودية بل أن أحد أسباب جلطة الطالباني تصرفات عدوانية بدرت من المالكي نحوه وترت الموقف وتسببت بالجلطة! وذلك كلام يتناقله العراقيون، لذلك فإن المالكي ورهطه يريد رئيس جمهورية بمواصفات خاصة و تطويعية بالكامل، فقد سبق للمالكي أن إتهم نائبه المطلق بالتورط في الإرهاب وسافر المطلق لعمان بعيدا عن السلطة قبل أن يتدخل الوسطاء و يسحب المالكي إتهاماته وتعود الأمور سمن على عسل بعد أن تم التخلي عن تهم الإرهاب لأنها ببساطة مفبركة، والمالكي يستطيع بجرة قلم إسقاط تهم الإرهاب عن نائب الرئيس الشرعي طارق الهاشمي لو أنه خنع و أنضم للقطيع و أنبطح أمام التطلعات المالكية السلطوية وهو أمر لايمكن للهاشمي أن يقدم عليه، فمن هو مثله لن يركع لمن هو مثله!! وإتهامات الإرهاب تظل إتهامات متهالكة تفضح القضاء العراقي المسيس الذي فقد مصداقيته وظله ووجوده بعد أن تم العفو بجرة قلم عن النائب السابق وأحد المقرين من النظام السوري وهو مشعان ركاض ضامن الجبوري الذي عاد للعراق بوساطة كبير مفاوضي دولة القانون عزة الشاهبندر في مهزلة قضائية عز نظيرها!

نوري المالكي يتطلع لأن يكون أيضا رئيسا لجمهورية العراق من خلال وكيل له خاضع لأوامره ونواهيه، بعد أن يلقى القبول الهمايوني من سماحة الولي الفقيه في إيران.... وليس هنالك أفضل من صالح المطلق الذي أثبت قدرات تحولية في المواقف مثيرة للدهشة... صالح المطلق سيكون رئيس جمهورية العراق القادم... هكذا قرر الولي الإيراني الفقيه... وعلى العراقيين السمع والطاعة..!.. والله حالة.. والله طرطره...!

[email protected]