يعتقد الكثير أن الضربات التي يوجهها مقاتلو المعارضة السورية لقرى القصير وصولاً إلى الهرمل اللبنانية، هي نتيجة شعور متزايد بالقوة يسمح بفتح جبهة قتال أخرى ضد حزب الله اضافة إلى جبهة النظام السوري. والواقع عكس ذلك تماماً؛ حيث أن المتمردين يزدادون ضعفاً، لكنهم يريدون ارسال رسالة إلى الدولة اللبنانية مفادها أننا قادرون على ضربكم إذا ما استمر حزب الله في التدخل لصالح الجيش السوري، بهدف زيادة الضغط على الحزب من الداخل اللبناني ليكف عن القتال إلى جانب الجيش السوري، حتى يتمكنوا من التركيز على قتال الجيش السوري وحده.

لا شك أن قتال حزب الله إلى جانب الجيش السوري يشهد تزايداً مستمراً، والقوى الدولية والاقليمية الداعمة للمعارضة السورية تحبذ انخراط الحزب في القتال ضد جبهة النصرة تحديداً من أجل استنزاف قوة الطرفين.
في هذا السياق، يبدو حزب الله أكثر ذكاء في أهدافه؛ فهو يريد إحكام السيطرة على مساحة لا تقل عن 250 كم مربع من الأراضي السورية، من القصير وقراها، وصولاً إلى الحدود اللبنانية من جهة الهرمل، وهي مناطق ذات غالبية شيعية، مما يوفر حماية لهم. علاوة على ذلك، تكتسب هذه المنطقة بعداً استراتيجياً حيوياً، بصفتها حلقة الوصل بين دمشق والساحل الغربي، المعقل الأقوى للنظام السوري.

لذا فإن سقوط دمشق في يد المعارضة لأي سبب كان، لن يُسقط النظام الذي سيكون ضَمن الطريق إلى الجيب العلوي ليعيد تمركزه. وهذه الخطة لا تضمن سلامة النظام السوري فحسب، وإنما تضمن استمرار تدفق السلاح الايراني إلى حزب الله.

التقدم الذي يحققه الجيش السوري شمال البلاد أصبح ملموساً، ومن المتوقع أن تزداد قوته أكثر بمساندة مقاتلي حزب الله وإيران، اضافة إلى مقاتلين من العراق وباكستان.


[email protected]