أي محاولات يقوم بها الإخوان لإجهاض تظاهرات 30 يونيو الهادفة إلى خلع مرسي وجماعته وغسل العار الذي لحق بمصر محكوم عليها بالفشل، محاولة حرق مقر حملة quot;تمردquot; في وسط البلد تزيد إصرار الشعب على سحب الثقة من مرسي، مكتب الإرشاد يحاول التقرب من الإعلاميين الذين وصفهم في السابق بسحرة فرعون، والترتيب للقاءات مع رموز سياسية على غرار لقاء رئيس حزب المؤتمر quot;عمرو موسىquot; ونائب المرشد quot;خيرت الشاطرquot;، وكلام المتحدث باسم الإخوان عن أن هذه اللقاء محاولة لإذابة الجليد من أجل مصلحة الوطن العليا، هذا الكلام الإنشائي لن يجدي ولن يفيد، فقد اقتربت ساعة الحساب والإخوان في غفلة معرضون.

الإخوان يتقوقعون حول ذواتهم، ولا يعترفون بفشلهم في إدارة البلاد، ويفضلون أهل الثقة على اهل الخبرة، ولا يعملون بالأية الكريمة quot;فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون quot; ولا يلتفتون إلى ما آل إليه حال المصريين، صموا آذانهم عن صرخات الألم والأسى التي ترتفع يوما بعد يوم منذ مجيئهم إلى الحكم، فقد تسممت حياة المصريين بسبب عجز مرسي وجماعته عن التعامل مع مشاكلهم، أشعر بأن فجرا جديدا سيشرق، وأنا أرى طوابير المصريين يوقعون على استمارة quot;تمردquot;، وشبابا يحمل هم وطنه، وينتشر فى كل شوارع المدن والقرى لجمع التوقيعات، هم يسابقون الزمن لكي يحصلوا على عشرين مليون توقيع قبل نهاية الشهر الجاري، مصر كلها ستنتفض، وستطرد هؤلاء الكاذبين والمنافقين شر طردة، ولن يقف أحد أمام إرادة الشعب لاستعادة بلد يوشك على الانهيار.

الحقيقة الساطعة هي أن عرش quot;الإخوان quot; أوشك على السقوط، وأن الرعب يتملكهم من مظاهرات 30 يونيو، فهم لا يستطيعون مواجهة شعب يطالب بحريته ومنع بلده من الانهيار، ولا يستبعد أجدا أن يضحي quot;خيرت الشاطرquot; بمرسي من أجل بقاء التنظيم، يقول القيادي السابق في الإخوان quot;ثروت الخرباويquot;، إن احد السيناريوهات المطروحة لدى مكتب الارشاد هي أن يستقيل مرسي، ويعهد إلى الجيش إدارة شؤون البلاد مقابل حماية الإخوان من الملاحقات القضائية، والسماح لهم بخوض الانتخابات الرئاسية، وسيتم الدفع بquot;خيرت الشاطرquot; على أمل أن يفوز بمقعد الرئاسة.

كذلك هناك أدلة واضحة تشير إلى أن قطر والولايات المتحدة بدأتا إعادة النظر في موقفهما من الإخوان بعد أن اكتشفتا أن رهانهما عليهم رهان خاسر، خذ مثالا على ذلك قطر، كانت من أوئل الدول التى بادرت إلى مناصرة ومساندة نظام الإخوان، وتدفقت ملياراتها فى شكل ودائع وسندات بنكية، من أجل تعويض الانهيار المتواصل للاحتياطى النقدى، وتعددت زيارات الأمير quot;حمد بن جاسمquot; إلى مصر، خصوصاً فى أوقات الشدة التى واجهها مرسى، وهو يحاول التخلص من المشير quot;محمد حسين طنطاوىquot;، والفريق quot;سامى عنانquot; بمباركة أمريكية، كل هذا بدافع المصالح وليس عشقا لسواد عيون الإخوان.

موقف قطر تجاه نظام مرسي وجماعته تغير الأن، أنظر إلى موقفها من مسألة بيع الغاز لمصر، قطر تصر على بيع المتر المكعب من الغاز الطبيعي ب 13 دولارا، على الرغم من حاجة النظام الإخواني إلى الغاز للحد من مشكلة انقطاع التيار الكهرباء، واحتواء حالة الاحتقان التي يشعر بها المصريون، قطر تشعر أن رهانها على مرسي كان رهانا خاسرا، وأنها تتعامل بمنطق التاجر الذي لا يريد أن يخسر كل شيء، ترغب قطر في الحفاظ على حقها كاملا في سعر الغاز الذي تريد حكومة قنديل شرائه منها، لأن المسؤولين في قطر ينتابهم شعور بأن مرسي سيرحل، فى ظل تزايد حالة الغضب والإحباط في الشارع المصرى، وهي تؤشر جميعها إلى أن ساعة رحيل مرسى باتت قريبة.

الولايات المتحدة بدأت تعيد النظر في علاقتها بالإخوان بعد أن كانت تعلق عليهم الأمال في ترتيبات اقليمية تحفظ أمن إسرائيل، فقد رفضت استقبال quot;محمد مرسيquot; في البيت الأبيض، وتساورها شكوك حيال حكم أثبت فشله في تحسين الظروف الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية، بل باتت افعاله اضحوكة العالم، وبات وجوده يهدد بإنهيار الدولة المصرية، ويشكل في الوقت نفسه خطراً على المصالح الامريكية في الشرق الاوسط، فالأمريكان ساعدوا الإخوان في الوصول إلى السلطة بهدف دمجهم في المجتمع الدولي، والحد من عنف التيارات التابعة لهم، وسوق الإخوان انفسهم للأمريكان بأنهم خير من يحافظ على أمن إسرائيل، ومصالح الغرب في الشرق الاوسط، ولديهم شعبية كبيرة.

إنكشف الإخوان أمام الشعب، وفي الدوائر الافريقية والعربية والدولية، وظهر وجههم القبيح بعد وصولهم إلى السلطة، باتوا خطرا على الدولة المصرية، وعلى العلاقات المصرية الإفريقية، والعلاقات المصرية العربية، والمصالح الامريكية، وما يهم الولايات المتحدة هي مصالحها في الشرق الاوسط، وكما ضحى الامريكان بشاه إيران عام 1979، ثم بمبارك عام 2011، سيضحون بالإخوان، ولايجب أن يغيب عن الذهن توفير البدائل لنظام الإخوان، ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي لادارة البلاد يتكون من شخصيات دولية بارزة بعيدا عن رموز المعارضة العرجاء، تعمل على صياغة دستور يمهد لانتخابات رئاسية.

إعلامي مصري