بما يفكر كوبلر وهو يقوم بمهمة المبعوث الاممي الى العراق ازاء المشكلات والازمات التي تحدث في العراق. هل يتصرف بمنطق المحايد او الوسيط المنصف، الذي لا يتصرف حسب هواه او ميوله الشخصية؟ المنطق والواجب ان اي مبعوث اممي او اقليمي او محلي عليه ان يتصرف بحيادية دونما اي انحياز الى طرف ضد الاخر. او بالاحرى ان ينتصر للمظلوم على الظالم. وعندما يدعو الى ايقاف العنف في العراق، فانه يساوي بين المسالمين وبين القوى المدججة بالسلاح، ويطلب من الجميع مطلبا واحدا. كما أنه لم يقم بواجبه الانساني ازاء المعتقلين العراقيين الذين يصارعون الموت البطئ بسبب نقص الادوية للامراض المزمنة التي يعانون منها، والامراض التي نتجت جاء التعذيب الوحشي الذي يمارسه رجال المالكي ونظام الملالي في ايران.
وكذلك حاله مع الاشرفيين في ليبرتي ومخيم اشرف. فرغم التعاون الذي يبديه المشرفون على مخيمي ليبرتي واشرف مع ممثلي الامم المتحدة كما تبين وثائق منظمة مجاهدي خلق المعارضة العديدة، الا ان السيد كوبلر يضع اللائمة على المستضعفين ويطلب منهم الامتثال لكل الاوامر التي يمليها الطرف القوي الذي يملك القوة.
ان المقاومة الايرانية اذ تنوه بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 29 آب/ أغسطس2012 الذي أكد على السعي باتجاه معالجة القضايا الانسانية في مخيم ليبرتي والتعهد بالدعم لأمن وسلامة السكان، واذ تذكر بمسؤولية وتعهدات الأمم المتحدة بشأن حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء، تدعو الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة الى التحرك للحيلولة دون تطبيق هذه الممارسات القمعية.
وترى المنظمة التناقض بين مواقف السيد كوبلر التي يدلي بها في المنابر الدولية وبين الوقائع على الارض. فعقب صدور بيان كوبلر يوم 16 أيار/ مايو 2013 بشأن نقل 14 من سكان مخيم ليبرتي الى ألبانيا، والذي اوغل فيه صدر من استمع اليه من المسؤولين الامريكيين،انتقد ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية منظمة المجاهدين بدلا من شكرهم على جهودهم لانجازعملية النقل. في حين أن ممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبرتي شكروا قيادة المخيم على تعاونها في نقل هذه المجموعة الى البانيا. وبفعل التضليل الذي مارسه كوبلر امام المسؤولين الامريكيين فقد طالبوا بـ laquo;التعاون الكامل مع سيرعملية النقل التي تقوم بها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وتسهيل وصول مراقبي الأمم المتحدة الى سكان مخيم ليبرتيraquo;. فيما تتحدث فرق المفوضية يومياً في وجبتين صباحاً ومساء مع سكان المخيم حول موضوع النقل. وتحاجج المنظمة السيد كوبلر بالقول بأنه كان من المفروض أن يتم نقل 210 أشخاص من السكان الى ألبانيا في نيسان/ أبريل الماضي و100 شخص الى ألمانيا الا أنه ولحدالان لم ينفذ من الامر شيئ.
الامر المقلق لمنظمة مجاهدي خلق هو ان السيد كوبلر يصر على اشراك نظام ملالي ايران في موضوع الاشرفيين في العراق، رغم معرفته ان هذا النظام يخطط مع الحكومة العراقية لقتلهم او تصفيتهم جسديا او نفسيا. وتعتقد المنظمة ان هذا الاصرار يؤكد ارتباط كوبلر مع نظام الملالي لغرض في نفس يعقوب.
ورغم كل المخالفات التي ارتكبها السيد كوبلر فانه يدافع عن مسلكه الذي صار مدانا من قبل العديد من المعنيين بحقوق الانسان امام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوربي في بروكسل يوم 29 أيار/ مايو، غير أن عددا كبيرا من نواب البرلمان الاوربي اعترضوا عليه مؤكدين له أنه حاول في وقت سابق مخادعة البرلمان في حين أن الوضع الداخلي العراقي قد تقهقر في عهد مراقبته وانه لم ينتقد أيا من سياسات الحكومة العراقية. وأضافوا أنه وبسبب عدم أهليته لم يحرز أي تقدم فيما يتعلق باعادة توطين 3200 من اللاجئين في مخيمي أشرف وليبرتي.
وقد كرر السيد كوبلر من جديد استخدام معلومات مغلوطة للتأثير على عناصر معينة. وأثار من جديد المشكلات التي تواجه مراقبي الأمم المتحدة في الوصول الى سكان مخيم ليبرتي وأنه ليس هناك تعاون بين ادارة المخيم وقيادة منظمة مجاهدي خلق الايرانية في باريس متجاهلا أكثر المسائل الحاحاً وعجالة أي مسألة سلامة وأمن السكان الذين تم زجهم في معتقل صغير تجاه القصف بالصواريخ. وقد طلب عدد من النواب توضيحات من كوبلر حول عدم تقديم الخوذات والسترات الواقية الباقية في مخيم أشرف لسكان ليبرتي لكي يتمتعوا بالحد الأدنى من مقومات الحماية. وكان رده الضعيف أن تنفيذ هذا الأمر يقع على عاتق العراقيين. فتصريحات كوبلر كانت متناقضة الى حد دفع حتى رئيس الجلسة المار بروك الى القول laquo;ما قلته اليوم أراه يكاد يكون أمرا لا يمكن تصديقه. المعلومات الدقيقة يجب أن تقدم لنا عبر قنوات محايدةraquo;.
من جهته نوه استروان استيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي بعدم الرد المناسب على الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان في العراق من قبل كوبلر وتقاعسه تجاه انتفاضة أبناء الشعب العراقي ومطالبهم وقال لكوبلر انه وقع مذكرة التفاهم مع الحكومة العراقية لنقل سكان أشرف الى سجن ليبرتي دون موافقة السكان. متهما كوبلر بمخادعة نواب البرلمان الاوربي بشأن واقع مخيم ليبرتي من خلال تقديم صور مفبركة. وقال استيفنسون ان مارتن كوبلر قد ضمن بأن 3100 شخص سيتمتعون بالسلامة والأمن في مخيم ليبرتي وسيتم نقلهم على وجه السرعة الى بلدان ثالثة. مؤكدا أن طاهر بومدرا وهو مسؤول كبير في يونامي الذي استقال من منصبه احتجاجا على تصرفات كوبلر وأدلى بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي تحت القسم بأن كوبلر كان قد تلاعب بالصور عن مخيم ليبرتي بهدف تضليل نواب البرلمان الاوربي وآخرين من صانعي القرار.
أما جيم هيغينز عضو البرلمان الاوربي فقد خاطب كوبلر قائلا laquo;انكم تقولون ان الحكومة العراقية تراهم ارهابيين. بينما هؤلاء خرجوا من قائمة أمريكا والاتحاد الاوربي. عليكم ومن موقع الأمم المتحدة أن تفصحوا بأن هؤلاء ليسوا ارهابيين. لماذا لا تتخذون موقفا هكذا؟ عملكم هذا عمل نفاق للغاية. ما هي انجازاتكم وأنتم تتلقون مبالغ كبيرة؟ يجب طردكم ويجب أن يطردكم مجلس الأمن الدوليraquo;.
بدوره قال ويتاتاس لاندرز برغيس عضو البرلمان الاوربي: laquo;هناك العديد من السياسيين العراقيين يدينونكم على ما تفعلونه من اشراك ايران وهي بلد خارجي في الملف العراقي؟ لماذا تطلعون النظام الايراني على وضع سكان ليبرتي هؤلاء اللاجئين الذين يعاديهم النظام الايراني أيما معاداة؟ هناك 18 شخصية سياسية زاروا أشرف في أوقات سابقة أصدروا بيانا طالبوا فيه بالنظر في أداء عملكم في محكمة وهم أعلنوا استعدادهم للادلاء بشهاداتهم أمام المحكمة مطالبين باجراء تحقيق في أداء عملكمraquo;. وسأل لاندرز برغيس كوبلر هل أنت موافق على اجراء تحقيق أم تنتظر لكي ينتهي عهدك وتغادر بغداد دون أي مساءلة؟
وأما النائب تونه كلام فقد قال : السيد كوبلر أصبحت رجلا مثيرا في العراق. بحيث حتى اياد علاوي زعيم العراقية المعارضة طالب باقالتك. انهم يقولون انك قريب جدا للحكومة العراقية. لا تعطي أي جواب منطقي حول حماية سكان ليبرتي. انك وقعت مذكرة التفاهم ولكن لا ضمان لأمنهم. انك تلقي وبنفاق وبطريقة مرفوضة 80 بالمئة من المشاكل على عاتق السكان.
بدوره أيد النائب ادوارد كوكان كلمة السيد استيفنسون وخاطب كوبلر قائلا laquo;أنت تتحمل مسؤولية حل مشاكلهم بينما أنت تتحدث هنا كمراقب محايد وهذا أمر مرفوضraquo;.
النائب ريتشارد تشارنسكي من جهته قال laquo;السيد كوبلر انك وعدت بأن العيش في ليبرتي سيكون مثلما كان في أشرف وأن نقلهم سيتم بسرعة الى بلد ثالث. وقدمت لنا صورا عن مخيم ليبرتي كمكان رائع بينما لم يكن أي من هذه الوعود واقعية. السكان لا يثقون بك. انك تشكل جزءا من المشكلة وليس الحل. ألا تعتقد أنه حان الوقت لكي تستقيل وترحل؟raquo;.
وتبذل منظمة المجاهدين جهدا متسارعا ومتواصلا مع الامم المتحدة والادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي لكي تجلب انتباه هذه الاطراف الى سلوك السيد كوبلر في موضوع سكان ليبرتي واشرف، فقد ارسلت رسالة في 5 أيار/ مايو الماضي الى وزير الخارجية الامريكية جون كيري بشأن التفاصيل المتعلقة بعملية اعادة التوطين ومسألة الأمن الملحة في ليبرتي، وتفنيد اقوال كوبلر ودور مساعديه في اضطهاد السكان. وطالبت الرسالة كيري بايفاد بعثة الى ليبرتي لتقصي الحقائق بمشاركة شخصيات وجنرالات أمريكية سبق وأن قدموا طلبا لتفقد ليبرتي وأن يتم نشر تقرير عملهم للرأي العام. كما طالبت الاتحاد الاوروبي بارسال بعثة لتقصي الحقائق الانسانية الى ليبرتي و أشرف قبل وقوع حمام دم آخر ونشر نتائج التحقيقات وتعتقد منظمة المجاهدين ان كوبلر يلتف على مسألة الأمن الملحة في مخيم ليبرتي قبل نهاية مهمته المفروضة في العراق ولكي يتستر على تعاونه مع الحكومة العراقية والنظام الايراني.
وتستشهد المنظمة على سلوك كوبلر المريب بشهادة طاهر بومدرا المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المستقيل في 27 آذار/ مارس الذي كشف في جلسة للبرلمان الاوربي في بروكسل عن الأهداف الحقيقية من وراء نقل سكان أشرف الى ليبرتي وقال: انها laquo;كانت شريرة للغاية... كنا نحن الاثنين نعلم بأن الغاية الحقيقية لهذا النقل- كان زج الأفراد في مخيم ليبرتي الذي يشبه المعتقل وكذلك التلاعب في الملفات والصور التي أنتجناها في يوناميraquo;. وكان بومدرا قد أدلى بشهادته تحت القسم. وفي جلسة البرلمان الاوربي قال جيم هيغينز: laquo;هل من المبالغ فيه اذا قلنا أن جريمته تعتبر خيانة؟ من يقدم المشورة مع مسؤولي النظام الايراني ويتحدث معهم هو شخص لديه جدول أعمال غير ذلك. ونحن نعرف جدول أعمالهraquo;. ثم تابع قائلا laquo;انه فضيحه للأمم المتحدة والمبادئ السامية التي تمثلها. مصداقية الأمم المتحدة قد تعرضت للتشويه بشكل كبير. وحسب العادة اننا نواجه سياسات انتهازية ترجح الاعتبارات السياسية على مصير الافراد والقيم الانسانية... اننا نواجه الانتهازية السياسية التي أثارت بعض الافراد وبعض الدول لكي يتجاهلوا المأساة بغية المساهمة في النفط والغاز العراقيين ولا يريدون البحث عن المشكلة مع النظام العراقي المرتبط بالنظام الايرانيraquo;.
وفي السياق نفسه فقد حصلت المقاومه الايرانية على وثائق جديدة من داخل نظام الملالي تتضمن أوامر صادرة للمالكي ضد المعارضة الايرانية في العراق قبيل الانتخابات الايرانية تتضمن:
1- تحديد محام من جانب الحكومة العراقية لسلب حق سكان أشرف في ملكيتهم وتدريبه وتوجيهه بهذا الصدد بموازاة كيفية اثارة الموضوع لدى الأمم المتحدة والمسؤولين الأمريكيين عبر مارتن كوبلر.
2- الطلب من الصليب الأحمر الدولي لاستئناف نقل الخطابات والرسائل الموجهة من قبل وزارة المخابرات في طهران الى سكان أشرف وليبرتي تحت غطاء تواصل العوائل بهدف ممارسة الضغط علي مجاهدي خلق.
3- على الشرطة والقوى الأمنية في ليبرتي أن تصعد من الاجراءات القمعية ضد السكان.
4- رصد وتسجل الاتصالات الهاتفية والالكترونية في ليبرتي مع العالم الخارجي.
5- فرض المزيد من القيود على زيارات القنصلية والأمم المتحده خاصة السفارة الأمريكية لليبرتي.
- آخر تحديث :
التعليقات