هذا ما قاله السيناتور الأميركي جون ماكين الجمهوري في مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت الاسبوع الماضي. ارجو ان لا يشعر بشار الأسد ومؤيديه وأعوانه بالابتهاج لما قاله جون ماكين وهو ضمن ثلاثة او اربعة اعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي من ذوي النفوذ والتأثير والاهتمام بالملف السوري. وفي جلسة هامة تتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية والشرق الأوسط استمعت الى السيناتور الأميركي روبرت مينيندز رئيس لجنة الكونغرس للعلاقات الخارجية وجون ماكين السيناتور الجمهوري وعضو لجنة الدفاع في الكونغرس في جلسة عنوانها السياسة الخارجية عقدت 25 مايو آيار 2013 في البحر الميت. وشارك ايضا عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية وخلفه نبيل العربي. ما سمعناه لم يكن جديدا خاصة بما يتعلق بالمخاوف من وصول الأسلحة للجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالديمقراطية والحريات من أمثال جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة. لا بد من الذكر هنا ان هذه الجماعات الاصولية جلبت ضررا كبيرا للثورة السورية الوطنية ولكنها تمكنت من دخول الساحة بسبب تواطؤ النظام والمخابرات السورية مع الجماعات الارهابية لتشويه المعارضة وخلط الأوراق وتبرير المجازر. وليس سرا ان بشار الأسد ساعد تلك الجماعات في قتل الاف العراقيين في الفترة 2003 الى 2010. السبب الآخر في دخول المنتشددين للساحة السورية هو التقاعس الدولي في اسقاط النظام. رجوعا الى الجلسة وعد السيناتور روبرت مينيندز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكزننغرس وهو ديمقراطي الحضور بالضغط على الادارة الأميركية لتزويد السلاح النوعي للمعارضة الغير مرتبطة بالمتطرفين اي للجيش السوري الحر. لاحقا سنحت لي فرصتين للتحدث مع السيناتور جون ماكين على هامش المؤتمر واستطيع ان أقول ما يلي: هناك مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ ذوي النفوذ وعلى رأسهم جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام الذي يمثل ولاية ساوث كارولينا والسيناتور جوزيف ليبرمان المستقل يمارسون ضغوطا مكثفة على البيت الأبيض لاتخاذ موقف واضح وداعم للثورة السورية. أكد ماكين انه يسعى لتسليح المعارضة بسلاح نوعي لكي تتمكن المعارضة من الحصول على ما سماه المقدرة على القتال العادل اي ان يكون هناك توازن في القوى الضاربة ضد النظام. وهذا ما يطلق عليه بالانجليزي: level playing field. وشدد ماكين على نقطتين اساستين الأولى: انه سيتأكد ان الاسلحة النوعية لن تقع في ايدي الجماعات المتطرفة بل تبقى تحت سيطرة الجيش السوري الحر وهذا يفسر زيارته للمناطق السورية المحررة بعد انتهاء المؤتمر في 26 مايو آيار. النقطة الثانية: سوف لا يكون هناك بساطير اميركية على الأرض. اي انه سوف لا يكون هناك غزو او تدخل عسكري مباشر في سوريا وشدد على هذه النقطة واستدرك ذلك بالقول لا يعني ذلك اننا سنقف متفرجين. وتساءلت لماذا لا يصغي اوباما لك وللسيناتور ليندسي غراهام قال مستر ماكين quot;يا صديقي نحن نشتغل عليه وسيستجيب في النهايةquot;. لذا سيقتصر الدور الأميركي على تزويد الأسلحة اما مباشرة او عن طريق دول أخرى في المنطقة والاتحاد الأوروبي. وحتى لو تدخلت اميركا بالقصف من بعيد سوف لا ترسل جنودا اميركيين للمشاركة في المعركة على الأرض. هل هذا الكلام يطمئن بشار الأسد ربما الجواب نعم على الأقل مؤقتا. من الواضح ان اميركا لا تريد للتحالف الشيطاني الذي يضم عصابة دمشق وحزب الله وخلفه ايران النجاح في فرض السيطرة على المنطقة. لندن
- آخر تحديث :
التعليقات