بداية أود توضيح حقيقة أن النظام الايراني يملك قصب السبق و الحق القانوني في کونه أول نظام يکون رئيسه مطلوبا للعدالةquot;کما کان الحال مع أحمدي نجاد الذي تؤکد اوساطا سياسية و حقوقية تورطه في قضية إغتيال المعارض الکردي الايراني البارز عبدالرحمن قاسملوquot;، والاهم من ذلك انهquot;أي النظام الايرانيquot;يملك أيضا قصب السبق و الحق القانوني في کونه أول نظام يکون أثنان من مرشحيه لمنصب رئاسة الجمهورية وهما علي أکبر ولايتي و محسن رضائي، مطلوبان للعدالة الدولية.

الحقيقة أنا لاأفهم لماذا لاتبادر جهات من النظام الايراني لکي تسجل براءة هذا السبق المهم في کتاب غينس للأرقام القياسية لأنه ومن دون أدنى شك سيفوزquot;رغم أنف الناخبينquot;، واحد من الاثنين ساردي الذکر اللذين يحظيان بدعم ضمني من لدن الولي الفقيه، وفي حالة فوزهما فإن النظام الايراني سيکون اول نظام يتعاقب على حکمه رئيسان مطلوبان للعدالة!

ولايتي و رضائي المطلوبان للقضاء الارجنتيني الذي کلف البوليس الدوليquot;الانتربولquot;بموجب مذکرة رسمية في تشرين الثاني 2006، بإعتقالهما مع لبناني و خمسة مسؤولين إيرانيين آخرين بتهمةquot;إرهاب الدولةquot;، رغم انه من المفيد جدا أن نشير هنا أيضا الى أن هاشمي رفسنجاني الحصان الذي راهنت عليه اوساط دولية و إقليمية، هو أيضا مطلوب بموجب تلك المذکرة الارجنتينية، کل هذه التشکيلةquot;الارهابيةquot;وquot;الاجراميةquot;تشارك في لعبة الانتخابات التي خدع و يخدع النظام الايراني اوساطا إقليمية و دولية عديدة، لکن ولايتي الذي شغل منصب وزير الخارجية لفترة طويلة و رضائي الذي شغل منصب اول قائد للحرس الثوري، يمکن إعتبارهما المرشحين الساخنين للمنصب خصوصا مع قيام مجلس صيانة الدستور و بإشارة واضحة جدا من خامنئي بحذف کل من رفسنجاني و مشائي، إلا ان حذف مشائي الذي يمکن التغاضي عنه الى حد ما، هو غير حذف رفسنجاني الذي ليس يعني الکثير من المضامين و الاشارات السياسية فقط وانما يعني أحد العناصر الجوهرية للنظام و واحد من أهم الاعمدة الاساسية التي بني عليه نظام ولاية الفقيه برمته، وان مبادرة خامنئي الى إتخاذ هکذا خطوة غير عادية و حساسة جدا يکتنف الکثير من المعاني و الاعتبارات الخاصة و التي تطعن في خطها العام بمصداقية و شفافية النظام مثلما يطعن قبل ذلك بالمزاعم الفکرية العقائدية التي تم تشييده على أساسها.

الانتخابات الرئاسية القادمة للنظام يمکن إعتبارها في ضوء المتغيرات و التطورات الملفتة للنظر داخليا بشکل خاص و خارجيا بشکل عام، بمثابة أهم منعطف حاسم سيمر به النظام وقد يحدد مصيره و يوجهه بإتجاه مفترق طرقات تقود جميعها نحو هاوية السقوط.

إصرار النظام على عدم السماح ولو بمجرد متنفس او ثغرة للحرية و الديمقراطية في جداره الاستبدادي الآيل للإنهيار، يعني انه لايريد بأي شکل من الاشکال التواصل و التحاور و الاخذ و الرد مع المجتمع الدولي، ذلك انه يعلم جيدا بأن کل ذلك سيقود في نهاية المطاف الى إرجاعه الى المربع الاول و تجريده من مخالبه النووية و مصائده و فخاخه الارهابية، ولذلك فمن المتوقع جدا أن يبادر النظام في حال بقائه لبضعة أعوام أخرىquot;وهو المستحيل بعينهquot;، الى ترشيح وجوه متشددة و طيعة لمرشد النظام، ذلك أن منصب رئيس الجمهورية الشکلي في إيران قد إنتهى تماما مع حذف اسم رفسنجاني من قائمة الترشيحات!

[email protected]