ليس سرا القول بأن دولة الكويت التي تخوض هذه الأيام مخاضا وصراعا داخليا صعبا و حساسا يتعلق بالرؤية المستقبلية لبنية وهيكلية التجربة الكويتية الرائدة تضم بين جنباتها لوبي إيراني هو من أكبر اللوبيات في الخليج العربي! وحيث لأطرافه و أسمائه المعروفة إمتدادات وعلاقات و تشابكات و تغلغلات إمتدت لعمق المؤسسة التشريعية والبرلمانية في الكويت (مجلس الأمة )!

فالتصريحات الإستفزازية الأخيرة التي أطلقها أحد أهم رموز ووجوه ذلك اللوبي مؤخرا حول دفاعه المستهجن عن جرائم رئيس النظام السوري ضد الإنسانية، وفي التخفيف بل التسخيف من آثار شبكات التجسس الإيرانية، وفي بث حملات الكراهية المباشرة ضد المملكة العربية السعودية لا تدخل أبدا في مجال التعبير عن الرأي، بل تدخل ضمن مجال الهجوم الإعلامي المباشر لرموز ذلك اللوبي الخطير ضد الأمن القومي لدول الخليج العربي، فاللوبي الإيراني / السوري في الكويت وقد جمع قواه و أستغل الحالة المائعة القائمة في الكويت وحالة الحراك السياسي المحتدم بين السلطة و المعارضة قد إنتقل لمرحلة هجومية في التبشير بطروحاته و في تسويق القتلة و الدفاع عنهم بل و التغزل بهم علنا وعلى رؤوس الأشهاد في إستفزاز فظ و فظيع لمشاعر الغالبية الشعبية في الكويت الرافضة للظلم و العدوان و المتضامنة مع الشعب السوري وهو يقارع القتلة المتوارثين و يقوض أعمدة إمبراطوريتهم الإرهابية التي توارثوها مجرم عن مجرم، فالجميع يعرف أن دولة الكويت قد تحولت اليوم لتكون تجمعا لتلكم الجماعات التي تسللت لمراكز سلطوية فاعلة ضمن منظومة المؤسسات الكويتية، بل أن بعضهم من يقلد علنا و بدون مواربة الولي الإيراني الفقيه و يلتزم بسياسته و اوامره و نواهيه ولو تعارضت مع الأمن الوطني الكويتي وهي متعارضة بكل تأكيد! لأن مواقف الولي الإيراني الفقيه لا تنطلق من مصلحة إسلامية عامة بل من مصالح وطنية وقومية إيرانية محضة؟، و الحقيقة أنه من الحيرة بمكان في أن تسمح الكويت بشتم المملكة العربية السعودية علنا و في التحريض ضد أمن و سيادة مملكة البحرين، وفي الدفاع عن نظام مجرم قاتل سحبت دولة الكويت سفارتها و إعترافها به!! وحالة الصمت الرسمي الكويتية من تعديات و بذاءات و شتائم بعض رموز ( شبيحة الكويت ) أمر مثير للحيرة و التعجب، لأن السلطات نفسها حاكمت المعارض الكويتي و النائب السابق مسلم البراك بتهمة التعدي على المملكة الإردنية الهاشمية و الإساءة لملكها! بينما يتم غض البصر تماما و نهائيا عن بعض الرموز الكويتية المعروفة بتأييدها لسفاح الشام وهي تشتم علنا ليس الشرعية السعودية أو البحرينية فقط بل الشعب الكويتي بغالبيته الساحقة المتضامنة مع الأحرار، أما قضية تسخيف أثر الشبكات التجسسية الإيرانية على الأمن الوطني و القومي الكويتي فهي عملية مخاتلة واضحة و تحايل على ملف أمني خطير، ودفاع عن عدو يتربص بالكويت الدوائر، فالكويت كانت و لا تزال هدفا مركزيا للنظام الإيراني وهي مستهدفة إيرانيا بسبب الحالة الرخوة السائدة هناك و بسبب تغلغل الجماعات الإيرانية في مراكز حساسة بدءا من مستوى الأسواق العامة و ليس إنتهاءا ببعض المؤسسات التشريعية الهامة، و أحداث الثمانينيات المتفجرة هي الدليل الناصع على ما نقول.

الكويت اليوم تعيش مخاضات صعبة في مختلف المجالات وهي تواجه تحديات متعددة على مستوى بناء وإدارة الوضع الداخلي و المخططات الإقليمية المشبوهة التي تستهدفها، ولكن يظل اللوبي الإيراني / السوري بمنهجيته المخاتلة و أسلوبه الإفعواني الناعم و إستفزازاته العدوانية يمثل الخطر الأكبر على أمن و مستقبل الكويت... فهل يعي أولياء الأمر ما يحدث؟ أم أن تحت الرماد وميض نار؟... كل الإحتمالات ممكنة، و كل الخيارات مفتوحة، و سيبقى ( للديرة ) رب يحميها من كيد الكائدين و أباطرة النفاق و التدليس و التقية الخطرة... و مكروا و مكر الله، و الله خير الماكرين.

[email protected]