بهية مارديني: تبدو توسعة الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة مجرد حلم في مخيلة المعارضة السورية ممن لم يتح لها دخوله.
ويبدو أن جماعة الاخوان المسلمين أو اعلان دمشق القوى التي تحرك الائتلاف غير معينة بهذه التوسعة وغير مهتمة باقرار القائمة في ظل عدم دخولها في أي حوار جدي مع الفرقاء من خارج الائتلاف أو ممن جمدوا عضويتهم.
رجال المجلس الوطني المكون الرئيس للائتلاف والذي يضم اغلبه أعضاء جماعة الاخوان المسلمين كانوا في زيارة مفاجأة لقطر، وعادوا منها الثلاثاء دون الافصاح عن اسبابها رغم أن توقيتها كان ما قبل اجتماع الائتلاف الذي من المفترض أن يلتئم اليوم الخميس .
زيارة أخرى مفاجأة لجورج صبرة رئيس الائتلاف بالانابة إلى عمّان لحضور اجتماع اصدقاء سوريا بعد تغيير القرار الاردني بعدم مشاركة المعارضة السورية في الاجتماع .
أما الدكتور كمال اللبواني العضو المجمد من الائتلاف والموجود في المطبخ الرئيسي الحالي لتوسعة الائتلاف بالإضافة الى الشيخ عاصي الجربا عضو الائتلاف الوطني والذي جمد عضويته والشخصية المهمة في اقرار التوسعة فقد غادرا أيضًا إلى عمّان ليبقى في اسطنبول المعارض السوري ميشيل كيلو مؤسس اتحاد الديمقراطيين السوريين والذي غادر من باريس إلى اسطنبول من أجل المفاوضات النهائية ليغدو الائتلاف قويا يضم كل اطر المعارضة السورية .
ولكن كان الغريب إلا يلتئم الاجتماع التحضيري للائتلاف رغم أنه مؤشر مهم ليعود الاعضاء المجمدين عضويتهم مثل الدكتور وليد البني وريما فليحان إلى جانب أسماء اخرى يجدها الكثيرون ضرورة ليعافى الائتلاف ويخرج من غرفة الانعاش وليتوازن قوة حقيقية من مختلف الاقطاب ولا تبقى سيطرة الاخوان المسلمين احادية عليه الى جانب شخصيات رمزية.
وجه آخر جديد قديم بات من داخل المطبخ المعارض الخاص بالتوسعة رغم أنه كان في مدريد، وهو معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف والذي تردد أنه سيعود ليرشح نفسه من جديد إلى الرئاسة ليطلب من رياض سيف مؤسس الائتلاف إلى جانب السفير الأميركي روبرت فورد ليطلب منه اضافة اسماء اختارها إلى قائمة توسعة الائتلاف التي تسربت نسخة منها إلى المواقع السورية .
رياض سيف كما الإخوان لا يبدو مهتمًا بكل الاسماء القوية وبكل الصقور مثل الدكتور عمار قربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني، وخاصة تلك التي من الممكن أن يطغى دخولها على أي قرار داخل الائتلاف ليطلب ممن يريد ضمهم من المعارضين السوريين، وممن اختاروهم هو التواجد حوله وليجتمع بهم في اسطنبول على حىه وليفاجأوا الجميع بتوقيع ورقة لم يتم الكشف عن تفاصيلها .
تماما كما فاجأ الجميع عندما ذهب باسم الائتلاف للقاء نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية باسم الائتلاف وليصطحب معه ممن هم ليسوا اعضاء في الائتلاف .
إنها معركة كسر عظم للمعارضة السورية من أجل الائتلاف تارة ومن أجل الحكومة تارة أخرى، ولكنها معركة تاه موعدها، وفي غير موسمها ليصبح المولود مشوها والمحصول لا طعم له، وسط كل ظروف الدم والقصف والقتل وتفتيت البلاد.
انها معركة لا يريد لها أحد ان تكون لصالح الشعب السوري لان كل معارض يبدو معجبا بمكانه على طريقته الخاصة ويجلس على كرسي سلطوي ذاق طعمه على كبر وبعد حرمان شديد فهو لن يفرط به مهما كان .
وتتجه العيون إلى ما يجري في الداخل والخارج وتطلب أن يكون الائتلاف متماسكا قويا موحدا شاملا ليضم كل أطياف المعارضة السورية .
وعلى الرغم من أن توسعة الائتلاف هي الحلم الغير قابل للتحقيق في ظل المعطيات الحالية وما يجري اليوم في لعبة شد الحبال الا ان التوسعة الحل الوحيد لكي لا تذهب المعارضة فرادى الى جنيف 2 بينما يذهب النظام بوفد واحد حتى ان بدا غير قادر على تنفيذ أي قرار.