إستماتة زعيم حزب الله اللبناني/ الإيراني حسن نصر الله في الدفاع عن نظام بشار أسد قد وصلت لحدود خرافية وبما تجاوز كل المتعارف عليه في ضوابط العلاقات التحالفية بين الأطراف السياسية، فلقد سخر حسن نصر الله الخطاب الفكري و السياسي و العاطفي الشيعي وجيره بالكامل بكل مضامينه و شعاراته الكربلائية ودلالالته الإستشهادية و الروحية صوب الدفاع عن نظام البعث السوري و بشكل لا رجعة فيه للأبد ! وبما يشكل إهانة حقيقية لذلك الفكر الرافض للظلم و المتمرد على الطواغيت، فحسن نصر الله وهو يخطب في جنوده في منطقة الهرمل اللبنانية قبل إرسالهم لمحرقة الموت السورية قد إستعار و شوه الخطاب الفكري الشيعي بالكامل وخرج حتى عن الحدود الدنيا للياقة و تحول لتكفيري وهو يحرض ضد أبطال المقاومة السورية و يصفهم بما ليس فيهم بل و يعتبرهم ( كفرة )!! رغم أنه و قواته و من خلفه الحرس الثوري من يعتدي على حرمة الأراضي السورية و من يمارس التطهير الطائفي و العرقي في بلاد الشام، لقد تعجبت أشد العجب من حالة الضياع الفكري والسلوكي و تيهان البوصلة المفرط و العدواني لدى نصر الله وحيث كشر عن أنيابه و أبرز أظافره و هو يقرر بناءا على أوامر سادته في طهران خوض ( معركة المصير الواحد ) مع النظام السوري و التي يبدو أن نهايتها الوشيكة بإنتصار أحرار الشام ستحول حزب الله لمنظمة بائسة خارجة عن القانون و متمردة على المنطق و مبتعدة عن جادة الحق و الصواب، لقد اثبت الحزب و تحت قيادة نصر الله بأنه مجرد منظمة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، و لا يراعي مصالح الطائفة الشيعية و لا مستقبلها و اسس وجودها الكياني في الشرق القديم، لقد رفض احرار الشيعة في لبنان ذلك التورط القذر في سفك دماء السوريين خدمة لنظام طاغي و باغي و لا علاقة له لا بالعروبة و لا بالإسلام بل بالإستبداد و الهيمنة و التسلط وقهر الناس، فالشيخ صبحي الطفيلي القائد السابق لحزب الله أدان ممارسات نصر الله باشد العبارات، وكذلك فعل السيد علي الأمين و اهل التيار الشيعي الحر في لبنان الذين رفضوا أن تكون دماء الشباب الشيعي اللبناني مسفوكة في خدمة القتلة و المجرمين في الشام، لقد إعتبر نصر الله المعركة ضد أحرار الشام بمثابة نصرة لأهل البيت!! وهذا منطق إعوج و مرفوض، كما صرح بأنه لن يسمح بأن تسبى السيدة ( زينب ) رضي الله عنها و أرضاها مرتين!! وهو شعار تدليسي و مشوه لحقيقة الوضع السوري، فالمعركة في الشام ليس ضد أهل بيت النبوة ابدا بل ضد اهل بيت الخيانة و الإرهاب في السلطة الأسدية الحاكمة، وضد تسلط وهيمنة حزب البعث و شبيحته و مخابراته المجرمة التي سامت السوريين العذاب طيلة نصف قرن من الزمان، ولا أدري كيف يتحول الدفاع عن حزب البعث السوري لدفاع عن الإمام الحسين ( رض ) ؟ فهل كان الحسين بعثيا ؟ وهل يرضى اهلنا الشيعة في لبنان أن يكونوا مجرد وقود رخيص لحرب قذرة يشنها نظام القتل الأسدي ضد شعبه ؟ وكيف يرتضي الشباب الشيعي اللبناني لنفسه أن يغيب عقله و يقدم نفسه فداءا لحسن نصر الله الهارب من الأيام و المختبيء و الذي لا يظهر إلا من خلال الشاشات العملاقة كشبح بعيد ؟ لماذا لا يحمل نصر الله بندقيته و يذهب للقتال في الشام بنفسه بدلا من إرسال الشباب المغرر بهم الذين يعودون جثثا متفحمة في معركة ليست معركتهم و تحت شعارات تدليسية و تكفيرية لجأ إليها نصر الله بعد أن أعيته الحيلة و فقد القدرة على التركيز و التبصر و أضاع البوصلة! كل شعارات ( التشبيح ) التي أطلقها نصر الله ليست سوى هراء و هشيم تذروه الرياح، فقد فاحت الروائح العطنة، و كشف المستور، وسقطت آخر أوراق التوت عن عورات أهل الدجل و الخرافة، وظهر نصر الله على حقيقته كشبيح و تكفيري بائس وهو يمضغ بشعارات الحرية و الإستشهاد، لقد خان القتلة مباديء سيد الشهداء الإمام الحسين ( رض ) و تحولوا لبائسين سيلعنهم التاريخ و الشعوب الحرة، و تبا وبؤسا للقوم الظالمين و الدجالين.
- آخر تحديث :
التعليقات