بإعتباري مؤمناً بوجود الله. بدافع هذا الإيمان من حقي البحث والتساؤل عن الخالق ، ويوجد فرق بين التساؤل بقصد النفي والإلحاد ، والتساؤل الذي ينطلق عن الإيمان بالله ويسعى الى تعزيزه والإرتباط به أكثر.

السؤال الأهم على الإطلاق هو: كيف خلق الله نفسه؟

هذا النوع من التساؤل لايمكن تصنيفه زمنيا بالقديم والحديث ، أو المكرر ، وأيضا ليس من الصحيح الإستعجال والإجابة بأن العلم بدأ يزيل الغموض عن الأسرار، وهو تساؤل حر غير مرتبط بالتقسيمات التقليدية للأسئلة : الفلسفية واللاهوتية والكلامية - العقائدية . الموضوع حق معرفي لكل إنسان يظل يتساءل حتى لو كان لمجرد السؤال النظري التجريدي دون التوصل للجواب .. فألله هو السؤال الأهم في الوجود والتفكير به يرتقي بنا من مستوى نمط الحياة العادية الروتينية وإستعبادها وإبتلاع تفاصيلها اليومية وصراعاتها وأطماعها وأحقادها. يرتقي التفكير بالله وبعيدا عن الأديان والخوف من الكفر وعذاب نار جهنم الى مرتبة الإنسان المندهش الباحث عن الحقيقة والمعنى.

بعد إخفاق الأديان جميعها في تقديم إجابات مقنعة. رغم كثرة الشروحات والجدل بين رجال الدين، وكل واحد منهم ينسى ان أدواته العقلية عاجزة عندما يتكلم بصوت محتكر الحقيقة والعارف المطلق.

الملحدون أيضا مثل رجال الدين يناقشون ويجادلون بأدوات عقلية بشرية قاصرة وعاجزة ويصرون في نفيهم لوجود الخالق إنطلاقا من قناعات جازمة في قضية ليس لديهم دليل على نفيها سوى الجهل بها!

وحدهم الربوبيون اللادينيون يسلكون طريق الوسط المتزن. فهم يومنون بوجود الله أو الرب أو الخالق. ويتأملونه ويفكرون بمعاجزه الخارقة دون إدعاء المعرفة والعلم به ، بعيدا عن تفسيرات وشروحات الأديان التي يعتقدون انها من صنع البشر .

لماذا خلق الله نفسه؟.. ومتى؟.. وكيف؟.. وماهي الغاية؟.. وكيف سيستمر خالدا أبديا؟

تكلمت الأديان والفلسفة ، وتأملات المتدينين كثيرا حول هذه الأسئلة وغيرها بكلام نظري تجريدي يعبر عن الحيرة والقلق وشوق المعرفة ، أما العلم فقد توصل الى كشف بعض أسرار وغموض مخلوقات الله في الأرض والسماء، لكنه هو الآخر ظل في حدود المخلوقات بعيدا عن أسرار الخالق ذاته.

وسنظل نتساءل ونجيب بأدوات بشرية عاجزة وندور في حلقة مفرغة.


إني لأعجب كيف لايُصعق البشر عندما يخطر على أذهانهم سؤال: كيف خلق الله نفسه؟ ويسقطوا مغمى عليهم من شدة الصدمة!

[email protected]