أُنثى (شفتاها)، تَشْربُ لونَ النَّار، تلتهبُ النارُ مِنْ شَفتيها لونَ الشَّفق المُدمَّى بغسقِ الليلِ البهيمْ، مَسفوحا في جَسِد الإله، يشخَبُ دمُه من قلبه الرؤوم، يتشظَّى الجسدُ بموسى الحب، يذبحُ وريدَهُ بلا رحمة... بقسوة الحب مشنوقا على صليبه المغموس بدم المسيح، دمٌ لا يُباح الاّ لسكاكينَ مثلّمةِ التخوم، ناصلة ِ الوَجْدْ، منذُ انْ أعلنَ الدمُ انتصارَه الازلي.
زفيرٌ شَفتاها، يرتوي لهيبَ النار،النارُ تشخبُ زفيرَها، تنتعشُ النارُ بينَ شَفتيها، ترقصُ أمواجُ النارِ مجنونةَ الشهوة، تمتُّصُ زفيرَ شَفتيها، ذابت الحدود، اختفت السدود، نارٌ تتلمَّضُ سُكَّرا، سُكَّرٌ يتلمَّضُ نارا؟
شَهْوَةٌ شَفتاها، تَرتَشفُ رَحيْقَ نارٍ تشتهيْ نفْسَها، النارُ كانتْ سُحاقيَّة الهوى، تضطرمُ في داخلها، اشتعلتْ بداخلها، شَفتاها ترتَشِفُ الغضبَ الحسيَّ، تصرخُ مِنْ ألمِ الوصلِ الى هناك، هلْ غيرُ شفتيها تلقى دفء صُراخِها؟ وهلْ غيرُ النَّارِ تلقى أسرارَ دفئها الساخنِ أبدا؟
شَهيقٌ شَفتاها، يلَتهمُ حرارةَ النَّار، النَّار تزداد اضطراما، تتوهَّجُ بينَ شَفتيها همهماتُ الغيابِ في جمرةِ شهوةٍ مسكونةٍ بمَجونِ الاتقياء، النّارُ تتسكَّعُ على سَفح الشفتين، تشربُ ماءَ اللهب المقدس ضراما!
شَهِدٌ شفتاها، تغْفُو على لظى النّار، تتدثرُ سَعيرها المجنون، النّار تتسعَّرُ على شَفتيها، على شَفتيها جروحُ النارِ تتشقَّقُ التهابا، نارٌ تتولّدُ نارا، اشتعالٌ يتولَّدُ اشتعالا، شفتاها تتلمَّضُ دمَ النارْ، جنونٌ يتولَّدُ جنونا، النّار ترتوي من حريق شفتيها...
حريق...
عصيرٌ شفتاها، خُلاصةُ النّار عَصيرُ شَفَتيها، يَتروَّى منْ هدوءِ اللَّهب نارَهَ الكاوية،عَصيرٌ شفتاها، معجونٌ بآهات النّار، تشكي حرمانَ سِفاحها منْ لهيبها الساديْ، يَصرخُ لهيبُ النَّار مُتغلالاُ في جروح شفتيها، جروحٌ شفتاها، جروحٌ مِن عشقِ اللَّهبِ مدمّى بصراخ شفتيها.
أين أنت؟
شفتاها!
النّارُ تتأوهُ من نار شَفتيها، تتاجَّجُ منْ غليانِ شَفتيها، شَفتاها تلتهمُ تأوُّه النيرانْ، نارٌ تبحثُ عنْ وجَعِها الازليْ، شَفتانِ تبحثان ِ عن جحيمهما الأبدي...
و كانَ اللقاءْ!
أينَ أنت؟
أنا يا نار ُ (مالك ُالنيران) اصطليْ بحميمكِ الهائلِ حرقا، لاكونَ ناراْ، لاكون أنا النارْ، النَّارُ أنا، نار (برومثيوس)، نارُ الخلقْ طرّا، لاسكُبَ مِلحيَ الفَّوار على آهاتِ شَفتيها، بهدوءِ النَّار، وهي تحرق ُنفسَها بحطبِ شَفتيَ لتفوزَ بالقُبلة قبلي!
أين أنتِ؟
رسائُلُكِ تلامسُني بشغفِ النَّار الى نارِها منْ اقاصيها أتتْ، تصطليْ بعنفِ قدرِنا الماضيْ الى مجهولٍ يهجو جَهله للهائمينَ بشفتيك، نارُها تمْسَحُ عارَ الغيبِ،ما دامَ يفتش عن مصيرنا في ظلمةِ الخوفِ من نار شَفتينا ليطفيء جذْوةَ الربْ،يرقصُ مذبوحا من سعير القُبلة الهائمةِ بحميمها....
ولا يرتوي...
ولن يرتوي...
فكيف أرتوي؟
فأين أنتِ يا ملاكي؟
يا (عيوني)!