ظاهر الأمور في الساحة المصرية يشير إلى خطوات صحيحة، نحو انتشال البلد من المأزق الذي كان جماعة الإخوان المسلمون يخططون له، (فبعد) تفويض 30 يونيو 2013 المليوني، واعتقال الرئيس مرسي وجماعته، ثم فضّ الاعتصامات ومارافقه من لغط وتشويش على الطريقة التي تم بها، وماصاحب ذلك من عمليات دموية انتقامية ضد أفراد الجيش والشرطة والمدنين المصريين، ثم بدأ المحاكمات وحظر الجماعة باعتبارها (جماعة إرهابية) مع مصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، وماصاحب ذلك كلّه من تعبئة إعلامية هائلة ضد هذه الجماعة ورموزها، أتت قضية الدستور المصري ويومي الرابع والخامس عشر من هذا الشهر، و(العرس) الذي صاحب التصويت عليه، لتظهر نتيجة القبول بعد ساعات من الاقبال الشديد من المصريين على لجان الاستفتاء.
خارطة الطريق التي رُسمت بعد انتزاع الحكم من الإخوان تسير بوضوح، رغم الخسائر التي تعتبر إلى حد ما مقبولة، في قضية بناء بلد واسترداد ثورة 25 يناير العظيمة، لكن ما يقلق في الأفق، هو موقف جماعة الإخوان المسلمين الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها، من حكام وقادة بلد ووزاراة، إلى مدانين مطاردين ومصنفّين بالإرهابيين في نفس البلد ومن نفس الأشخاص الذين كانوا يدورون في مساحاتهم، إنّ خسارة الإخوان هذه المرّة لا تشبه خساراته السابقة في صراعه مع السلطة، فرئيسهم يواجه حكم الإعدام لو ثبتت عليه التهم، والمرشد وكبار شخصياتهم في قبضة النيابة وبتهم جنائية خطيرة، المكاتب والأموال مصادرة ومحظورة، والإعلام المرئي والمقروء يطاردهم ويتهجم عليهم بكرة وعشية، وائل الإبراشي ولميس الحديدي وخيري رمضان والحسيني يوسف واليوم السابع، لا شغل لهم سوى الإخوان والأخونة، ومتابعتهم في كل صغيرة وكبيرة، ولعمري أنهم ماقصّروا في ذلك وأدّوا الواجب المطلوب منهم، لكن عليهم أن لا ينسوا أن سقوط كل خيارات المنتمين إلى جماعة الأخوان في العيش بأرض مصر، سيدفعهم إلى حرق أرض مصر ! لأنهم وكما تعلمون نتاج مؤسسات ظلامية، وثقافتهم أحادية، وذائقتهم للعيش تكاد تكون معدومة، فكيف تعاملون هؤلاء ؟ هؤلاء، يحلمون بخلافة وجهاد وسيف مبارك وجلباب قصير، هؤلاء لا يُعادون، يجب مراعاة ظروفهم النفسية، والتفكير بطرقٍ لإعادة تأهيلهم، ووضع مشاريع شاملة للنهوض بهم من واقع الهزيمة والإحباط، إلى واقع قبول مصر كبلد جميل يستحق العيش بسلام.
على المسؤولين والمعنين بالقرار المصري، وضع جماعة الإخوان في زاوية من خارطة طريقهم، لأن هؤلاء كما شوّهوا طريق الناس إلى الله، يستطيعون بكل بساطة أن يشوّهوا أيّ خارطة طريق بشرية .. أجلبوهم إلى حاضناتكم ، فإنهم إلى القاعدة سيتجهون.

[email protected]