وأخيرا تحقق وعد أحد قادة المعارضة السورية المسلحة و امطرت عاصمة الأمويين برشقات صاروخية مكثقة سببت من الخراب الكبير ما سببته مضيفة لتعقيدات المسألة السورية ملفات كثيرة و مكرسة لحالة الخراب الشامل الذي تسببت به حماقات النظام وفشله التاريخي بعد أن حول المدن السورية لخرائب وأمعن في التمزيق الذاتي لوشائج المجتمع السوري وكان سببا في سياساته الحمقاء و القصيرة النظر و المستهترة في إدخال سوريا في قلب حرب أهلية طاحنة كلت الأخضر و اليابس بعد أن تحدث طويلا و مطولا عن مؤامرة كونية مزعومة متناسيا إن المؤامرة الكبرى على الوطن السوري قد تجسدت في سياسات النظام القمعية و الإرهابية وروحه العدوانية الفظة ورفضه لأي متغيرات ديمقراطية من شأنها حقن الدماء و توفير الجهود و إنقاذ الشام من مصير أسود يخطط له النظام، من الواضح إن العقيدة التي تتحكم و تحكم النظام السوري بعد أن تخلت عنه قيادات تاريخية و أضحى عاريا حتى من ورقة التوت هي عقيدة ( أنا.. و بعدي الطوفان )!! التدميرية وهي تعني تدمير المعبد السوري على رؤوس الجميع!! وحيث بتنا نشهد الإرهاصات الأولى لذلك المصير المحتوم!، الشيء المؤكد هو إن النظام السوري لن يفلت أبدا من تبعات جرائمه الموثقة، و هي جرائم دخلت التاريخ و بالأمس فقط أعلن وزير خارجية النرويج وهو يمهد لقرار دولي على مايبدو من أن النظام السوري ليس جزءا من أي حل! و عليه الرحيل و التلاشي فقد إرتكب من الجرائم ضد الإنسانية مايحعله موضعا للمساءلة و المتابعة!؟ والنظام يعلم بمصيره في حال إستسلامه ويعي جيدا بأن لا أحد في العالم يستطيع حمايته من مصير أسود كالح يسير إليه، لذلك قرر على مايبدو إدارة المعركة الأخيرة وهي معركة دمشق القادمة التي ستكون كارثية في نتائجها و تداعياتها ومصائبها.

سقوط رشقات صواريخ المعارضة في قلب دمشق بعد أربعة أعوام من الثورة و الدماء يشكل تحولا ستراتيجيا في إدارة دفة الصراع و يؤكد بأن نهاية المعركة باتت وشيكة، فهذا القصف وفق المدلول العسكري يعني بأن العاصمة باتت ساقطة فعليا من الناحية العسكرية؟ أي أن التوصيف أشبه بموت النظام السريري المؤجل قليلا!!، فالصواريخ ستظل تنهمر و بغزارة و تحالفات النظام العسكرية مع العصابات الطائفية اللبنانية و العراقية لم تعد لها أي قيمة سوقية بعد أن أضحت العاصمة ذاتها تحت رحمة صواريخ الثوار المصنعة محليا!!، و النظام بعد أن جعل من ريف دمشق و محيطها مجالا للموت الشامل بصواريخه و براميله و حتى بأسلحته الكيمياوية السامة و التي لم يحاسبه عليها الضمير الدولي المنافق قد إستنفذ مافي جعبته، ولم يعد لديه مايقدمه من وسائل دفاع أو هجوم تكتيكي متحرك أو ثابت، وبات الدفاع عن الحصون الأخيرة بمثابة حرب المصير التي رسمها هو بنفسه!، لن ينفع النظام حلفاؤه و لا أنصاره و لا كل المستشارين القادمين من هنا وهناك، لقد حانت ساعة الحقيقة العارية وباتت المواجهة الحاسمة قاب قوسين أو أدنى و أضحى رأس النظام و رؤوس كبار قادته العسكريين و استخباريين تحت مقصلة الشعب الثائر، ماحدث يمثل تحولا ستراتيجيا و نقلة تعبوية كبرى في الحرب المشتعلة و إنحسارا تاما لقوة النظام العسكرية التي تآكلت و أضحت هشيما تذروه الرياح، دمشق تقف اليوم على أبواب فجر التحرير و نتمنى من الحريصين على جمال و روعة و بقاء حواضر الشام التحرك الفعلي لمنع كارثة تدمير دمشق عبر إجبار النظام على الرحيل دون خسائر مضافة؟ نتمنى إنقلابا عسكريا ينهي الموقف و يجمد الحرب التدميرية فالنظام مصمم على أن يسلم الشام أرضا بدون شعب أو خرابة كاملة وهو يسعى حثيثا نحو ذلك الهدف الشيطاني، نتمنى من الدول و الأطراف القادرة على منع التدمير الشامل التحرك الجاد و الفاعل، النظام السوري اليوم يقف شاخصا منكسرا على أعتاب مزبلة التاريخ، وسينصر الله من ينصره، وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين، فسلاما يا دمشق الحرية و المجد و أنت تتحررين من قيود الفاشية وضباع العدوان، صبرا دمشق ففجر حريتك على الأبواب.&

&

[email protected]