مع انطلاق معركة لبيك يارسول الله الثانية لتحرير بقية قصبات صلاح الدين وبيجي ثمة تساؤلات تطرح نفسها بقوة في هذا الجانب. أولا لماذا هذا التوقيت بالذات! بعد أن كانت كل الجهود والآنظار موجهة نحو الرمادي وخاصة الفلوجة والتي هي أقرب لبغداد وأخطر عليها!
وثانيآ.. معركة بيجي ستقود الى الحويجة وثم حدود الموصل وهنا لابد من مد النظر الى الجانب الآخر من الحدود الى الرقة السورية والتي يجري فيها تسابق أمريكي غريب لغرض تبديل وجهها من أحتلال داعشي الى يافطة جديدة (جيش سورية الديمقراطي)!
وثالثآ.. يجب ملاحظة أن ال النجيفي وفريقهم السياسي وايضاً الاعلام الاعرابي وقبلهم تركيا وفوقهم أمريكا لم نسمع لهم صوت في هذه المعركة أو أي أعتراض من توجه الحشد الشعبي الى هناك!
رابعآ.. من الواضح أن العراق الرسمي يفتقد الى أي جهد أو أمكانية أسترايجية بقيادة دفة الامور السياسية والعسكرية وايضاً كل الجوانب الآخرى لذلك مثلآ منذ عشرة أيام والجميع يعرف أن المعركة القادمة ستكون في بيجي بل أن رئيس الوزراء د. العبادي نفسه ذهب الى صلاح الدين ليعلن ( بعد يومين ستنطلق معركة بيجي وبقية صلاح الدين!) وحقيقة الامر هذه خدمة مجانية نقدمها نحن جميعا لداعش الآرهابي وهو خرق أستخباري علني ومن أعلى المستويات يفقدنا عنصر مباغتة العدو مما ينعكس سلبآ على مستوى الخسائر التي سيدفعها أبطال الحشد الشعبي الذي يقود هذه المعركة.
كل هذه الجوانب الاربعة المتداخلة بحاجة الى قراءة جيوسياسية أستراتيجية مختصة واضحة المعالم ومهنية ذات خبرة عملية كبيرة. أما حركة السلاح فهي أخر الخطوات وممكن ملاحظة ذلك في الدور الروسي الجديد في سورية فالاعلام ومراكز البحوث والقرار الغربي لاتلاحق السيخوي والميك أين تقصف بل تلاحق أولآ تحركات وتصريحات بوتين ووزير خارجيته وثم تلحق بهما حركة القاصفات والمقاتلات الروسية في سورية.
بينما في حالة صواريخ (كالبير) المجنحة والتي أطلقت من بحر قزوين نحو أهداف معينة في سورية فلقد أنقلبت معادلة القراءة فتمت قراءة سياسية لمسار ومدى هذه الصواريخ. وهذه تسمى عند أصحاب الاختصاص (التقلب الآستراتيجي الكيفي) بمعنى تعدد قراءة أوجه السياسات في مضمون نفس الاستراتيجية المعنية.
العراق ومنذ نيسان 2003 أكمل سجل النظام السابق في التخبط السياسي الذي يقود الى مهالك حقيقية وأستمر باسترخاص دماء أبنائه أو هدرها في معارك تحمل عناوين جذابة لكنها خطيرة المضمون والنتائج على كل المديات. وممكن وضع بعض تضحيات أبطال الحشد الشعبي في هذا الاتجاه ومعارك بيجي المتكررة خير مثال على ذلك أضافة الى النقاط الاربعة أعلاه. لن يشعر حكام العراق على مدى العصور بنزيف العراقيين طالما بقيت عوائلهم واحفادهم بعيدين عن التفجيرات الآرهابية وأولادهم وأنسابهم يستوطنون القصور ويغتصبون المناصب بعيدآ عن جبهات القتال.وهذه الآستراتيجية العائلية الحقيقية البائسة التي تعمل بها الدولة العراقية.
&
التعليقات