&كتبت فاطمة في مُدوّنتها:

لم أكن أرى نفسي يوما افضل من غيري بسبب ديني فكوني مسلمة لا يعني اني افضل من المسيحية او اليهودية و الصابئية او...... او – فمن قال هذا؟ - كنت دائما ارى صاحباتي من بنات الديانات الاخرى ممن عرفت او عشت معهم اخوات وحبيبات – انا احب تعبّدي، لكن اريد ان يكون ديني واحةً للراحة اذهب اليها متى احتجت الى ملجأ روحي آمن و سلام مع النفس – هذا هو الدين الذي اتصوره، دين الله، وليس هو السجن الذي صنعه من حولنا رجال الدّين قليلو الثقافة متبلدو الاحساس – سجنٌ يحيطنا من كل جانب بجدار "المُحرّمات"، ان تنظر لهذا "حرام" اما ذلك "فحرامٌ" النظر اليه ايضا!!! سجن لا نرى النور فيه الا من فتحات ضيقة، فتلك فقط ما حلّل الله بزعمهم، شخصيا اتصور دين الله جنّة فيحاء غنّاء من "المحللات" فيها من كل الطيّبات، تصطدم فيها قدمي احيانا بصخرات من "المحرّمات" تمنعني من الانزلاق والزّلل في منحدراتها الم يُذكر في الكتاب بان كل الطيّبات هي حل لنا؟ (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) المائدة (4)– اما ما يشكّله لنا رجال الدين او اغلبهم، فتشوّهات دينٌ هي اساس للكراهية و التعالي على الغير. بدءا من تفسير اول سور القرآن -سورة الفاتحة - تفسير سمعته مؤخرا و لم اكن اعرفه في طفولتي - و عرفت فيما بعد بأنه اول ما يفسر للأطفال من كتاب الله سبحانه وتعالى في المدارس – حيث يزعم التفسير - بأنك انت المسلم انت وحدك صاحب الطريق المستقيم و الحق المطلق وان كل من حولك من اصحاب الديانات الأخرى هم اما ضالّون او من المغضوب عليهم – هل هناك فجاجة اقسى من هذه، فكل هذه العقود و الكثير يعتمد على تلك التفسيرات (للسلف الصالح...طبعا)!! – ما جعلني ابحث في القرآن، ومنه تأتي الكلمة الفصل – فكتبت مقالا تعريفيا بعنوان "و انّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون" فالمؤمنون هم – و بحسب القرآن - كل من آمن بالله ووحّده من عهد ابي الأنبياء ابراهيم عليه السلام الى الآن.

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) (آل عمران)

فالمؤمنون هم اتباع النبي نوح و مؤمنو موسى و انصار عيسى، عليهم السلام. لقد ذكر في القرآن صراحة امثلة كثيرة للضالين و كذلك ذكر من غضب الله عليهم و لعنهم بصريح العبارة، فلماذا الاجتزاء من سياق الكلام و لِمَ التأويل؟

و ازعم ان الشّعراء الذين ذكرهم القرآن في نهاية سورة الشعراء انّما يقصد بهم (رجال دين) ذلك الزمان، أليسوا هم من يخوض في كل الأمور؟ و انهم من يقول ما لا يفعل؟

(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227))

ألم يوصف الرسول الكريم بأنّه شاعرٌ و مجنون؟. فالشّاعر الذي قصدوه هو شخص غير محترم، ومن المعقول ان لا يكون هو نفس الشاعر الذي نعنيه نحن، صاحب المقدرة اللّغوية الشعرية التي نحترمها، وليس هو الشاعر الذي كان موضع احترام العرب و فخرهم باعتباره لسان حال القبيلة والناطٌق الرسمي بأسمها. (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) الصافات (36)

*عن مقاييس اللغة

والأصلُ قولُهم شَعَرتُ بالشّيء، إذا علمتَه وفطِنْتَ له.

ولَيْتَ شِعْرِي، أي ليتني علِمْتُ. قال قومٌ: أصله من الشَّعْرة كالدُّرْبة والفِطنة، يقال شَعَرَت شَُِعْرة. قالوا: وسمِّي الشَّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن لـه غيرُهُ. قالوا: والدليل على ذلك قولُ عنترة:

هل غادَرَ الشُّعراءُ من مُتَرَدَّمِ أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم

يقول: إنَّ الشّعراء لم يغادِرُوا شيئاً إلاّ فطِنُوا لـه.

*عن لسان العرب

و قال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم.

وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر، والجمع شُعَراءُ.

ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي شاعِراً لفِطْنَتِه.

وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.

والمُتَشاعِرُ الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر.

وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه، بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه.

&