يحاول تنظيم داعش نشر اخباره وانشطته مستفيدا من ثورة التطبيقات في عالم الهواتف الذكية ومستغلا طرق ووسائل الاعلام المتاحة لديه& معتمدا على خبرات اشخاص ينتمون لهذا التنظيم& ولانتفاجأ ان يكون هؤلاء الاشخاص على مستوى عالي من المعرفة بالامور التقنية والفنية والتي لايهتم لها اغلب القيادات في المؤسسات الامنية التابعة لدول تبلغ ميزانياتها مليارات الدولارات، فنرى ان اعضاء التنظيم في حالة تجدد تقني مستمر ومواكبة لاخر الاصدارات والتقنيات التي تضمن وصول وانتشار اخبارهم في وسائل الاعلام بالاضافة الى عملية التواصل فيما بينهم والتي يتعامل بها مقاتلوا التنظيم بحذر كبير، اما عملية ايصال الاخبار الى وسائل الاعلام فهو من تخصص جهات في التنظيم قد لاتكون في نفس مكان عمليات التنظيم فالمكان اصبح من الامور التي تجاوزوها في عملية النشر والتواصل مع وسائل الاعلام ومثال ذلك وكالة اعماق التي نجد لها حسابات متعددة في موقع تويتر وقناة في موقع تيلغرام اضافة الى موقع اليوتيوب ويتم نشر اخبار التنظيم بشكل متتابع& ولكل المناطق الخاضعة للتنظيم بالاضافة الى نشر الفديوهات بحيث ممكن ارسالها وانتشارها في تطبيقات اخرى لاوجود لداعش فيها بسبب امكانية تتبعها وتحديد موقع مستخدميها .
عمد التنظيم مؤخرا الى استخدام& تقنية الانفوغرافك في نشر اخباره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانفوغرافك لمن لا يعرفه هو فن تحويل المعلومات والبيانات المعقدة الى رسوم وصور معززة بالالوان استخدم مؤخرا في اغلب المؤسسات الاعلامية ومن خلال الانفوغرافك& يمكن فهم تلك المعلومات بوضوح وكذلك حفظها حيث اثبتت الدراسات ان لوحات الانفوغرافك محببة للمتلقي اكثر بثلاث مرات من النص العادي كونها تستخدم الاشارات الدلالية كالاسهم والخطوط مع التركيز على اهم ما موجود في المادة وابرازها وجعل التفاصيل الاخرى مرتبطة به بعلاقات تصميمية تمكن المتابع من اختزال الكثير من المعلومات بصورة بسيطة ومركزة في ذات الوقت .
الملفت للانتباه عند متابعة لوحات الانفوغرافك التي تنشرها وكالة اعماق مؤخرا ان الرسوم المستخدمة فيها عبارة عن ابتكارات خاصة بتنظيم داعش ،اي لاوجود لها في برامج الرسوم المتاحة والمستخدمة في صناعة الانفوغرافك وذلك تبعا للمصطلحات التي يتعامل بها التنظيم والتي تفرض على وسائل الاعلام ان تتعامل بها ،فعند مراجعة هذه الرسوم نجد انهم ابتكروا تخطيطات جاهزة وثابتة تدل على عمليات التنظيم فمثل نجد رمز لمصطلح (عملية انغماسية) او رمز ل(سلسلة عبوات)او رمز ل(دراجة مفخخة) او رمز ( قذيفة على سيارة) وهكذا بالاضافة الى القنص والكمين
كل هذه المصطلحات هي جديدة على رسامي الانفوغرافك ولم يسبق ان تم التداول بها على نطاق فني بل كان يرمز لاغلب هذه الافعال برمز واحد هو شكل لشخص ملثم كدلالة على الفعل الارهابي بمختلف انواع العمليات التي يقوم بها التنظيم ،هذا التوجه لدى تنظيم داعش يدل وبدون ادنى شك على& ان القائمين على اعلام التنظيم هم اشخاص يسيرون بخطوات مدروسة ومتتابعة و عمل يكمل الاخر وغير متخبط فيه اهداف ورؤية يجب ان لايستهان بها وعلى الجميع ان يجابه هذا الخط برؤية اعلامية مختصة بعيدة عن الاستهانة والتسفيه كما يحصل في اغلب الدول التي تمتلك مجموعة من الاجهزة الاعلامية التي لاترتقي احيانا الى ابسط انواع التنسيق& في العلاقة فيما بينهم للخروج بنتيجة ممكن ان تجابه اعلام داعش الذي& يستخدم سوء هذه العلاقة لتكون في مصلحته .
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات