قبل عدة سنوات وخلال لقاء تلفزيوني مع مواطن عربي.. سأله المذيع لماذا لا تتجاهل الإساءة من الشخص الآخر بدل الإنتقام.. أجاب بالحرف الواحد.. أنا ليست بمسيحي لأدير له خدي الأيسر.. أنا مسلم من ضربني على خدي سأكيل له لطمات على كل وجهه وجسمة.
الرد كاف ليؤكد بأن جزء كبير من ثقافتنا ’بنيت على الثأر والإنتقام.. بمثل العمل وربما بأشد منه.. في ثقافتنا ينعدم السماح والتسامح.. وتجاهل الإساءه.. العين بالعين والسن بالسن.. وعليه جاء رد الأزهر وإستنكاره للوحشية التي تعاملت بها الدولة الإسلامية المزعومه في قتل الطيار الأردني.. بتصريح أو دعاء.. شيخ الأزهر أحمد الطيب بعد الإستنكار (…) لهذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم ""أن يقتلو أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف""».
وأهاب الأزهر «بالمجمتع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله..
أولآ.. لماذا سكت الأزهر عن ذبح الرهائن الأجانب.. وهل قتل الأجانب يرضي الله ورسوله؟؟؟ لماذا تكلم في عملية حرق الإنسان الطيار..وهل كان رفضه للجريمه بحد ذاتها ام رفضا للحرق لأنه لا يتماشى مع الدين..وهل هناك فرق في الجرائم المروعه سواء كانت بالذبح أم بالحرق؟
ثانيا.. للأسف إنزلق الأزهر إلى مستوى عدم إنسانية داعش.. حين لم يكتف بقتل الدواعش بل دعا إلى صلبهم أو تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف؟؟؟ وهي عقوبه وحشية أكثر قسوة ومعاناة حتى من الحرق أو الذبح لأنها تعني الموت البطيء في عذاب قد يستمر لأيام..
ثالثا... لماذا يهيب بالمجتمع الدولي للتصدي لهذا الإرهاب.. بينما الجريمة ’ترتكب في داخل كل الدول الإسلامية.. بإسم الإسلام.. وحينما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (بخجل وربما خوف) لإعادة صياغة المفاهيم الدينية.. وتجديد الخطاب الديني..بإسلام عصري متسامح ’يعلي القيم الإنسانية هوجم من الأزهر..
جبهة علماء الأزهر قالت: خطاب السيسي سيدخل مصر فى حرب أهلية وأن ما قالة السيسي لا يستبعد معنى تعزيز الردة فى المجتمع وتشجيع موجات الالحاد التى تتزايد فى مصر والعالم العربى.
وقال شيخ الأزهر: أخيرا أؤكد للمصريين والمسلمين جميعا أن الأزهر بكلياتة ومعاهدة وهيئاتة العلمية انما يعلمكم أيها المسلمون عقائد دينكم كما أرادة اللة خالصة نقية من تحريف الجاهلية وتضليل المجرمين ويأخذ بأيديكم الى طريق مستقيم مجمع علية وينجيكم من كل فكر ضال منحرف غير مختلف علية..&
وفي كلتا الحالتين.. أتساءل.. هل صلبهم أو تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف.. كثأر لبشاعة جريمة داعش.. هي حقا إرادة الله؟؟؟؟ وهل من المصلحة فتحها امام العالم.. وهل يجب الترويج لها.. وهل هي من العقيدة..؟؟؟؟ وهل هناك ما هو أهم من الإيمان بالله وحدة.. على انه إله جميع البشر.. وليس حكرا على أي دين... وأنه الغفور الرحيم بعباده... وأن الحرب على داعش يصب في مصلحة الجميع بما فيهم المسلمين!
إن مثل هذه التصريحات هي التي تعزز الرده والإلحاد في المجتمعات العربية..لأنها تتنافى مع القيم العليا لأي دين!!! وتتنافى مع القيم الإنسانية.. وتقتل إنسانية الفرد!!&
إن ما قاله الرئيس قبل أسبوعين.. يصب تماما في مصلحة كل المنطقة العربية.. لوأد كل تبرير لعملية قتل الطيار.. وقتل أي إنسان مؤمن ام لا.. مسلم أم مسيحي.. أم يعتنق أي من الأديان الأخرى...
الملك الأردني لم يتماه مع المناخ المتعطش للإنتقام حين قرر ضرب داعش عسكريا.. لأنه وبعمق يتفهم خطر داعش على الأردن كمملكة.... ولكن الطريقة الوحيدة لحماية المنطقة العربية.. هي الإصلاح الداخلي على كل الأصعدة. متلازم مع ضرب داعش في عقر دارها.. برغم ما يؤلمني نتائج مثل هذه العمليات العسكرية.. إلا أنه وأحيانا يجب المعالجة بالبتر.. أو الكي.
ماحصل مع الأردنيين.. هو صدمة كبيره وإحباط من تنظيم ربما وجدوا فيه خلاصهم.. ولكن هذه الصدمه وهذا الحماس يجب أن لا يهدأ و يجب ان ’يترجم لدعم قطع دابر داعش وأيدلوجيتها.... من خلال الحرب العسكرية مع الدول العربية الأخرى ومع غطاء جوي من التحالف... ولكن أيضا مع الإصلاحات.
رسالتها الترهيبية اليوم.. كما جاء في خبر إيلاف "" داعش يخطط لخطف سياح خليجيين من بيروت وعمان وشرم الشيخ كي يعاقب عبرهم الدول التي تساند التحالف الدولي """
يجب أن تستثمرها الدول العربية لخلق وعي عام بما تهدد به داعش.. وهو أكبر من مجرد خطف السياح.. بل هو قطع أرزاق لشريحة كبيرة تعتاش من السياحه العربية.. تماما كما فعل الإسلاميون في مصر حين أرهبوا السياح الغربيين.. الذين كانوا يمثلون لقمة عيش لنسبة كبيره من المصريين.
هدف داعش إرساء نظام لا ينتمي للقرن.. إرساء نظام ’يكفر ويقتل كل من يقف في طريقة لأسلمة العالم.. هدف داعش عزل المنطقة العربي.. وقتل إقتصادها.. وقتل الإنسان العربي.. المسلم والمسيحي... وقتل الإنسانية في قلوب الجميع....&
&
التعليقات