يعترف بعثيو العراق بصلتهم بالتنظيم الإرهابي "داعش"، وبأن ضباطاً كباراً منهم يقودون عملياته العسكرية، وأن "الرئيس العراقي مع وقف التنفيذ" عزة الدوري، بات اليوم واحداً من جنود الخليفة المزعوم، ويتذكر الأردنيون أن إبنة صدام المقيمة في أرقى أحياء عاصمتهم، رحبت باحتلال الدواعش للموصل، وثمّنت وحشيتهم في التعامل مع العراقيين، وذبحهم للأقليات وتنكيلهم بالأيزيديين وشجعتهم على غزو الكرد، وتمنت لو كانت بين صفوف مقاتليهم، وأكد ذلك القيادي في التيار السلفي الاردني "أبو سياف"، ويعرف الجميع أن الكثير من قيادات البعث الصدامي يجدون في عمان مأوى يتيح لهم العيش الرغيد، وهم يجمعون الأموال ولو بالاحتيال، والسؤال هو لماذا لم يتدخل هؤلاء المتنعمين بالحياة في الأردن، للحفاظ على حياة إبن الكرك التي تحيي في كل عام ذكرى موت صدام، حتى أن واحداً من أيتامه ينشر أن الدولة الاسلامية واقعية ومبدأية وصريحة، تثبت جدارتها في جميع المراحل حتى الدبلوماسية، لأن تصرفاتها واضحة لاتحتمل أكثر من قراءة، وهو ينشر ذلك تحت صورة الدوري.
يرفض الإخوان المسلمين في الأردن وصف تنظيم داعش بالإرهابي، واستكثروا في بيانهم الهزيل عند وصول خبر اغتيال الطيار الأسير وصفه بالشهيد، بينما تقاطر قادتهم للتعزية بالمقبور الزرقاوي باعتباره شهيداً، ولن نستغرب أو نندهش لو قرأتا بياناً لهم يسبغ صفة الشهادة على المجرمة المعدومة ساجده الريشاوي أو زياد الكربولي، وكذلك يرفض السلفيون الذين يغررون بشبابنا فيرسلونهم للموت في سوريا إدانة الدواعش، ويسعون لإلقاء تبعة إحراق الكساسبه على القوميين "البعثيين"، المنضوين تحت راية الخليفة البغدادي.
تختلط الأمور إلى حد أن مسؤولاً إسرائيلياً رحب بتنامي نفوذ الدواعش، على أساس أنهم سيدمرون الجيوش العربية ويمنعوها من الحرب ضد إسرائيل، ومع أننا ندرك أن تلك الجيوش ليست في وارد شن الحرب ضد إسرائيل، فإن في التفكير الصهيوني البارز في التصريح، ما يؤكد أن هذا التنظيم ليس إسلامياً وأن أهدافه خبيثة وأن مراميه بعيدة عن مصالح الأمة، وأن كل المتحالفين معه ينطلقون من مصالح حزبية، لاتأخذ بالاعتبار المصالح الوطنية ولا مستقبل أجيال هذه الأمة، المنكوبة بتحالف الإسلام السياسي مع أحزاب قومجية فاشية، لاتفكر بغير السلطة المطلقة على رقاب الشعوب.
يدرك معظم أبناء الشعب الأردني أن الحرب ضد الإرهاب هي حربهم، وهم الذين اكتووا بنارها حين فجر أتباع الزرقاوي فنادقهم وقاعات أعراسهم، ولكنهم يدركون ويطالبون بعدم قصر الحرب على غارات جوية ضد أوكار التنظيم الارهابي في الرقة، وإنما في اجتثاث حواضنه داخل حدود الوطن، وأولهم أيتام صدام والاخوان المتأسلمين ومن يصفون أنفسهم بالسلفية الجهادية، مع ضرورة مراجعة كل المناهج الدراسية التي وضعها الإخوان لتسميم عقول أجيالنا، حين سيطرتهم في غفلة من العقل على وزارة التربية والتعليم، ومنع أي تداول لكتب ابن تيمية الصفراء، وهي منتشرة في كل مكتباتنا بما فيها مكتبات الجامعات، وبغير ذلك فإننا على موعد مع مواكب متجددة للشهداء حرقاً أو ذبحاً كالخراف، وربما بوسائل مبتكرة نعجز عن تخيلها.
&
التعليقات