دون رقيب أو إستشارة، يزدحم العراق بكثرة اللاعبين السياسيين من دول تطوعت للقتال في العراق وتحرير أرضه من إرهاب داعش. أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو حسب بيان لمكتب اسامة النجيفي ‏ نائب رئيس الجمهورية العراقية للشؤون الامنية أكد سعي تركيا زيادة دعمها الى العراق في حربه ضد الارهاب. تبع ذلك اتصال هاتفي تلقاه اوغلو رئيس الوزراء التركي ‏من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ‏ليخبره بمساعي الحكومة العراقية لتحرير مدينة الموصل من ارهابيي داعش ‏واتفاقهما "بحسب بيان لمكتب العبادي" ‏بان العلاقات بين البلدين الجارين يجب أن تقوم على اساس احترام السيادة ووحدة الأراضي ‏ومصلحة البلدين".‏&
&
‏ولأن ماورد في هذين الخبرين بالذات من غرابة وتصرفات تركية أخرى تحمل الغموض والمغالطات، ‏ولأهمية نجاح العراق في دحر القوى الغريبة التي وطأت ودنست تربة العراق ولضرورة نجاح ‏قواته العسكرية في دحر أعوان داعش وقطع خطوط مواصلاتهم وتموينهم، فمن المهم بحث ‏دقة ماترتبط به الحكومة التركية من علاقات مع العراق بدراسة متأنية قبل إسدال الستار ‏عليها وتغيير اللاعبين لأدوارهم وشروطهم وأشتراك مخابرات دول في معالجة أمر تحرير ‏الموصل والقواطع القريبة من الحدود التركية والسورية. ‏
&
تركيا اللاعب السياسي والعسكري القديم الجديد في تقديم وعود الدعم للعراق وتماثل في وعودها وتعهداتها الأعلامية حلف الأطلسي بنشر القوات لأستئصال داعش دون نشرها. تركيا، وبدبلوماسية وخبرة في العلاقات الدولية لاتلتزم بشروط أي دولة. قواتها العسكرية تدخل وتخرج من الحدود الأقليمية وقت ماتشاء مخترقة اراضي سوريا والعراق عندما تتطلب مصالحها ومصلحتها القومية ذلك. علاقة العراق مع تركيا تخللها الكثير من التوترات والتأزم منذ سقوط الدولة العثمانية عام 1918 وبعدها بسقوط النظام الملكي في العراق عام 1958 وخروجه من حلف بغداد الذي ضم العراق وتركيا وباكستان. وإزداد التوتر بين البلدين بالأخص بعد إنضمام تركيا الى حلف الأطلسي وتعميق مصالحها مع الولايات المتحدة وحلف الناتو الأطلسي كي تحصل مقابل تأجير قواعد جوية في أراضيها على مساعدات وقروض أقتصادية بلغت قيمتها خلال السنوات السبع الماضية 7 بليون دولار وأكثر من 14 بليون مساعدات عسكرية. *&
‎* The US Dept of state reported Dec 2011 that as part of the ‎cooperative ‎effort to further Turkish economic and military self-‎reliance, the United ‎States has loaned and granted Turkey more ‎than $7 billion in economic ‎aid and more than $14 billion in military ‎assistance over several years.‎
ومن الناحية الجيوبوليتيكية، نلمس في الكثير من المواقف تخلف تركيا عن كل أواصر التعاون الحقيقي التي تقوم على اساس احترام السيادة ووحدة الأراضي ‏ومصلحة البلدين التي تجمع الجارين المسلمين العراق تركيا. وتلمس الحكومة العراقية أصرار القادة الأتراك في التضيّق على صادرات البترول العراقية وتهريبه بطرق المراوغة التي تتبعها مع حكومة الأقليم الكردستاني والحكومة الأتحادية في بغداد رغم المعاهدات والعقود النفطية الموقعة مع شركات عالمية، كما نلمس عدم إلتزامها بألأتفاقيات الدولية بشأن مصادر المياه لنهري دجلة والفرات وبناء السدود، والتعالي القومي التركي وتصعيدهم الحروب اللاإنسانية على المكون القومي الكردي والى قيام تركيا بتدريب المتطرفين من جنسيات إسلامية في أراضيها للكسب المادي الذي تقدمه أمريكا لأسقاط النظام السوري وتهديد النظام العراقي.&
&
مالايريد قادة العراق من فهمه هو أن تركيا لم تدفع أي ثمن عن حملات سحق القوميات الأرمنية والكردية والعربية وحالات عديدة لقيام طائراتها بقصف شمال العراق من قواعدها الجوية. ولم تتباطئ في تدخلها السافر بسوريا وعقد مؤتمرات المعارضة على أراضيها ودخول وخروج الأرهابيين بأسلحتهم وتدفق معداتهم العسكرية بعلم الحكومة التركية.&
&
كيف يبحث قادة العراق مستجدات الوضع السياسي والأمني وتطورات المواجهة مع تنظيم داعش دون دراسة تاريخ العلاقات‏؟ تركيا لم تسهم يوماً في بناء علاقات متوازنة مع العراق واليوم لن تسهم بتضحية جندي واحد في القتال ضد داعش الأرهاب. وتركيا اليوم في الخطوط الأمامية للقتال ترقب اوضاع داعش دون أطلاقة أو فعل يناسب وقف مجازرهم ضد السكان من جبل سنجار في العراق الى عين العرب كوباني في سوريا. وستؤل توقعات القيادة العراقية بالخيبة بكثرة اللاعبين في شؤون شعبه دون رقيب أو سند حقيقي.&
أما المتمسكون بأخلاقية القيم الأسلامية فعليهم أن يتذكروا ألأية القرآنية " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء" (هود)‏.
&
ضجة الملعب بأشغال (ميدان القتال ضد عصابات داعش) بالمشاركة والأنضمام التركي الشكلي دون تخصيص قوة فعلية مُسلحة مؤهلة توضع تحت تصرف القيادة العسكرية العراقية وضجة اللاعبين والجمهور( السياسيون وحشدهم قوات دون دراسة) هو اللعب السياسي الغير مطلوب من الجار ويجب الحديث عنه مع الأخوة الأتراك وإشراكهم بموجب إتفاقيات أمنية متبادلة تحترم السيادة الأقليمية قبل التحضير للمعركة القادمة لتحرير الموصل من داعش وأذنابهم.
&
أن أصعب مهمة تواجه حكومة العبادي حالياً هي الخلاص من داعش وفلولهم وتوزيع القوى الحقيقية المتحالفة مع العراق لتحرير الموصل التي يقطنها 2 مليون نسمة حيث يتعرض أهاليها منذ 8 أشهر لأقسى أنواع العذاب الجسدي والنفسي والفكري وإجبارهم على التأقلم الأستبدادي لدولة إدعاء الخلافة.&
&
باحث وكاتب سياسي&