يدور ومنذ شهور عديدة، مناقشات ساخنة، في الوسط السياسي الكردستاني في اقليم كردستان حول امكانية او عدم امكانية تجديد ولاية رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني التي ستنتهي في 19 اب من العام الحالي.
ويذكر ان بارزاني تولى رئاسة الاقليم في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009 وحصل على 69% من اصوات الناخبين، وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد ان حدثت خلافات بين الاحزاب الكوردستانية حول اجراء استفتاء على مشروع دستور الاقليم.
ومن الجدير بالذكر ان حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وافق قبل عامين على تجديد ولاية رئيس الاقليم امام مطالب حزب الديمقراطي الكوردستاني على ان يوافق الديمقراطي بدوره على اجراء بعض التعديلات على مشروع دستور الاقليم، لكن لم يجر لغاية الان اي تعديل على هذا المشروع ومازالت الخلافات مستمرة حوله بين الاطراف السياسية الكردستانية.
نعم...ان ما جرى يومس امس من اعتداء سافر من قبل أثنين من أعضاء حزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني داخل قبة البرلمان الكردستاني على النائب (علي حمة صالح*) اثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية في إقليم كردستان بين المعارض والمؤيد للحادث، مما ادى الى تشتيت الصف الكوردي وضرب الوحدة الكردية وخلق الفوضى...،وخاصة بعد ان صرح نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني (مردان حضر)وهو احد المعتدين على النائب (علي حمه صالح) حيث صرح وقال: (إن علي حمه صالح كتب مقالة عن الرئيس بارزاني في موقعه الشخصي في الفيس بوك وإننا حذرناه وابلغناه بان البارزاني هو خط احمر لكنه أصر على الكتابة، لذا تم ضربه في البرلمان كي لا يكرر تهجمه على الرئيس بارزاني الذي يمثل خطاً احمراً بالنسبة لنا....).
ويرى المراقبون أن ما حدث للنائب ( على حمه صالح من الاهانة والضرب المبرح )، يمثل استهتاراً باصوات الناخبين ومصير المواطنين الكردستانيين ويجعلنا نتساءل عما يكون عليه الحال لعامة الناس وتحديدا الصحفيين والكتاب الذين يعبرون عن ارائهم ويعتقدون أن( رئاسة الاقليم ليس حكرا على اي شخص كما عبر صالح في رسالته ).
نعم أن ما حدث ويحدث في اقليم كردستان بين فينة واخرى من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات ضد حرية الرأي والتعبير تشدنا للوقوف والتامل والتفكير والتسأل عن عجز دورالقضاء والجهات المسؤولة عن القيام بواجبها في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ومصير الإتفاق السياسي الذي لم يجف حبره بين الاحزاب والقوى الكردستانية....!! في وقت نحن بامس الحاجة لرص الصفوف والخروج من الدائرة الحزبية الضيقة.
اخيرأ نقول: ان هذه الحادثة ليس الأولى من نوعها في الاقليم، ولكنها واحدة من عشرات الحوادث التي أسأت لأبناء الشعب الكردستاني ولهيبة الحكومة والقضاء و برلمان إقليم كردستان خاصة.... وعليه نقول ونسأل:&
هل يتم تقديم تقرير وتفسير سريع واضح عن تفاصيل هذه الحادثة المشينة؟ وهل يتم محاسبة مرتكبيها لمنع تكرارها، ام ستبقى حرية التعبير والرأي في غرفة الانعاش شأنها شأن قضايا وملفات كثيرة اخرى في الاقليم؟
ـــــــــــــــــ
( * ) على حمه صالح ـ المعروف بـ( حاسبة حركة التغيير ) اعلامي كردي بارز، مواليد 1986، نائب عن حركة التغيير الكردية (ابرز احزاب المعارضة)، ومنظم غرفة التحقيقات الاقتصادية في حركة التغيير وكان مقدم برنامج يختص بالشؤون الاقتصادية وملفات النفط والموازنة العامة وكشف الفساد..., حصل على ربع اصوات حركة التغيير محققا اعلى نسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية الكردستانية الأخيرة، بحصوله على769 الف و139 صوتأ.
&
أربيل&
&
التعليقات