&لا بأس عليك. لا تلامين على شيء لم تختاريه. فالجزء الأعلى فرض عليك لأسباب متعددة، آخرها التقوى. والجزء الأسفل هو ما ترغبين أن ترتديه وهو يعبر عن شخصيتك التي تنتمي إلى جيل الشباب الذين يرغبون بلبس (الت شيرت والجينز) وهو بالمناسبة متوفر بأسعار أقل بكثير من الأزياء الأخرى. ولكن إجبارك أن تظهري على الملأ كنموذج حي للمتناقضات فيه ظلم كثير، فلو كنت ترغبين بالحجاب لالتزمت بكامل اللباس الشرعي، لا أن يطل رأسك بحجاب ضخم فيما يبدو جسدك بملابس عصرية.&
الكل يفهم ضمنيا أن الهيئة التي تظهر بها بناتنا مفروضة عليها من قبل أحد أولياء الأمر في المنزل، أو ربما من قبل الأم التي تقنع الفتاة بالحجاب لأنه يزيد فرصتها في الزواج. وفي الحالتين تتصرف الفتاة كما يوجهونها المسئولون عنها. فالذكور لا يرغبون باللباس الإسلامي ولكنهم يشعرون بالحرج من خروج ابنتهم سافرة، فيفرضون عليها الحجاب لإسكات ألسنة الناس، والأم كذلك تخشى أن تعرض النساء عن اختيار ابنتها كعروس لأحد ابنائهم بسبب خروجها سافرة. وفي نفس الوقت، ترغب الفتاة في ارتداء اللباس الشائع بين الشباب والشابات، فكانت النتيجة "جينز وحجاب".&
&
&
والجينز والحجاب أمران متناقضان ولا يمكن التوفيق بينهما من قبيل الحل الوسط، فالحجاب لباس إسلامي يقتضي غطاء الرأس وأن يكون الثوب لا يصف ولا يشف عملا بالآية الكريمة (59) من سورة الأحزاب "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " ولا يجوز للمرأة البالغ أن تردي الجينز لأنه يصف جسدها، ومعنى "ذلك أدنى أن يعرفن" هو النقاب بحيث لا يعرفها أحد ويؤذيها، ولكن يجوز للمرأة خلع الحجاب بعد سن الخمسين عملا بالآية الكريمة (60) من سورة النور "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". وعندما تتجاوز الخمسين من العمر يجوز لها إن شاءت أن تتخفف من الحجاب والنقاب، على أنه من الأفضل أن تلتزم بالحجاب.&
&
&
لكن هذا ليس موضوع الحديث، والنقطة التي تثير التساؤل هو الجمع بين الجينز والحجاب، إذ أنه يشير بوضوح إلى أن الفتاة ترغب باللباس العصري وقد أجبرت على الحجاب، فلماذا تحميل بناتنا هذا الحمل الثقيل، فالبنت قد تبلغ في سن العاشرة، أي أنها طفلة تحب الضفائر والشرائط الملونة والجينز والتي شيرت، فلماذا تجبر على الحجاب؟ وإذا كان لا بد من كسر إرادتها، فيجب كسرها بالكامل وتلبيسها عنوة الجلباب والحجاب والنقاب وإعفائها من الظهور في هذا التناقض.&
&
&
أذكر أني خرجت في رحلة للطالبات في حافلة كان فيها 75 طالبة جميعهن مرتديات الحجاب، وحين وصلنا إلى وجهتنا، نظرت وإذا بي لم أرَ رأساً واحداً يغطيه حجاب، أي أن الفتيات شعرن بغياب الرقيب في المنطقة البعيدة، وتصرفن على سجيتهن. فيا إخوتي، على رسلكم، فالفتاة رقيقة جدا ويمكنكم وأدها إذا شئتم، ولكن احترام إرادتها وحمايتها وتوجيهها في نفس الوقت، هو دليل حضارتكم وسعة آفاقكم.&
&
&
التعليقات