بين تشرين الثاني 1915 و حزيران 1916 اتفق البريطانيون والفرنسيون فيما عرفها العالم بعد ذلك باتفاقية سايكس بيكو على تقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية فيما بينها في منطقة الشرق&الأوسط والتي اقرت من قبل مجلس عصبة الأمم بتأريخ 24/حزيران/1922.

الاتفاقية هذه ضربت بمصالح شعوب المنطقة عرض الحائط وكان الخاسر الأكبر الشعب الكوردي الذي مزقت الاتفاقية بلاده بين اربع دول هي ايران و تركيا والدولتين المستحدثتين العراق وسوريا دون وجه حق ودون أي اعتبار لمطالب الكورد وحركتهم الوطنية آنذاك وكانت ولا تزال السبب الرئيس لا في اضطهاد الكورد وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية المشروعة و حملات الإبادة الجماعية العنصرية التي مارستها الأنظمة المقتسمة لكوردستان بهدف الغائهم من على خارطة المنطقة وتذويبهم في بوتقة العنصرية المقيتة وإنما كانت وبالا على شعوب المنطقة و حكوماتهم جميعا طيلة القرن الماضي وسببا رئيسا في تفجير الصراعات الدموية فيما بينها بما فيها الاحداث التي تعيشها المنطقة حاليا.

مائة عام وشعب كوردستان يدفع ثمن جريمة سايكس بيكو وعندما يتحدث الكورد عن حقهم المشروع في الحرية والاستقلال تتعالى الأصوات العنصرية المتخلفة متهمة الكورد بالانفصالية وتمزيق اللحمة الوطنية غير الموجودة أصلا والتسبب في خراب الدول التي يعيشون فيها وكأن هذه الدول هي صاحبة الحق والكورد ليسوا إلا وجود طارئ في المنطقة ناسين او متناسين ان الكورد اقدم شعوب المنطقة واللذين يتهمون الكورد يمثلون ابشع صور الاستعمار الاستيطاني والفكري والثقافي القائم على استخدام القوة المفرطة والعنف اللامحدود وحملات الإبادة الجماعية والتنكر الصارخ لكل القيم والمبادئ المرتبطة بالعدالة وحقوق الانسان المشروعة.

مائة عام من الغبن والظلم والاضطهاد والأدهى استمرار هذا الاجحاف واتهام الكورد بما انزل الله به من سلطان وفي بداية القرن الحادي والعشرين حيث تدشن الحضارة البشرية عهدا جديدا في تأريخها عهد الاعتراف بحقوق الانسان واللجوء الى الحوار والحلول السلمية و رفض كل اشكال التمييز والاضطهاد القومي والطبقي فالكورد في ايران لا يزالون قبيلة فارسية محرومين حتى من الحكم او الإدارة الذاتية وفي تركيا رغم ثلاثون عاما من الاقتتال فهم اتراك الجبال وفي العراق وسوريا هم أبناء الجن الذين يريدون تمزيق الامة العربية وإذا ما طالب السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان بالاستفتاء الشعبي حول مستقبل الإقليم قامت الدنيا ولم تقعد وإذا قال ان استقلال كوردستان صعب في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة وانه يجب ان يكون بالوسائل الديموقراطية وبالاتفاق مع الاخوة العرب لم يسلم من نعيق العنصريين الحاقدين حتى على امتهم و شعبهم باسم الدفاع عن المقدسات والوحدة المزعومة الكاذبة لبلادهم وهم&غارقون في تجديد حرب قريش على سبيل المثال لا الحصر دون ان يتعظوا من تجارب مائة عام من الحرب الظالمة ضد شعب كوردستان وقضيته العادلة ودون بذل اقل الجهود في التفكير بان الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي سيضع الأسس السليمة لشرق أوسط متصالح مع نفسه ومع الاخرين قادر على وضع الحلول العملية للمشاكل الكثيرة والكبيرة التي يعاني منها سكان المنطقة في مجالات التنمية والتطوير وبناء مجتمعات مزدهرة مرفهة بما تملكه المنطقة من ثروات طبيعية وبشرية دون ان يضطروا الى الهجرة والموت غرقا في بحار العالم.

استقلال كوردستان والدولة الكوردية وفي خضم الاحداث التي تمر بها المنطقة والتغيرات الحتمية التي ستشهدها خارطة الشرق الأوسط مقبلةلا محالة وهي في التحليل الأخير ليست الا مسألة وقت شاء من شاء وأبى من ابى.

* [email protected]