&سبعون عاما والامم المتحدة تجتمع وتقرر وتدخل سلبا وايجابا في انحاء عالمنا المضطرب وتقدم خدماتها لصالح السلام والامن الدوليين مع ذلك لم تتخذ هذه الهيئة الدولية المرموقة غير قرار واحد يتيم عام 1991 لصالح الكورد عندما قررت نتيجة الهجرة المليونية لشعب كوردستان العراق بعد فشل انتفاضة ربيع نفس العام فرض منطقة حضر الطيران خشية قيام النظام الدكتاتوري بحملة ابادة جديدة ضد الكورد.

سبعون عاما تعرض فيه الشعب الكوردي اكبر قومية محرومة من حقوقها الانسانية في العالم لصنوف رهيبة من الظلم والطغيان وحملات الابادة الجماعية والتهجير والترحيل ولم تتحرك الامم المتحدة للدفاع عنه وعن حقه في الحياة الحرة الكريمة رغم ان ميثاق الامم المتحدة يبدأ ب ( نحن شعوب الارض....) ولم يقل نحن دول العالم ولا حكوماتها ولا السلطات الاستعمارية الاستيطانية هنا وهناك.

لم تدافع الامم المتحدة عن كل ما حل بالشعب الكوردي من مظالم وتقسيم بلاده بين اربع دول ولا عن حقوق الانسان الكوردي رغم ان الميثاق يؤكد على ( نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الاساسية للانسان وبكرامة الفرد ) فهذا الايمان لم يشمل الكورد الذي لم يكن محروما من حقوقه الاساسية فقط بل حتى من حق الحياة وجرائم الابادة الجماعية والتنكيل بالكورد خير شاهد على ذلك.

ميثاق الامم المتحدة اكد في مادته الثانية من مقاصد هذه الامم على ( انماء العلاقات الودية بين الامم على اساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب وبان يكون لكل منها حق تقرير مصيرها.....الخ ) ولكن الكورد اللذين تم حرمانهم من اي حق في المساواة حرموا ايضا من حقهم المشروع في تقرير مصيرهم ومستقبلهم وكان ولا يزال اي مطالبة بهذا الحق جريمة لا تغتفر.

ما سبق بالاضافة الى ما ورد في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كلها لم تشمل الشعب الكوردي الذي قدمته سايكس بيكو قربانا على مذبح المصالح الدولية واطلقت يد الانظمة القمعية التي قسمت كوردستان فيما بينها لا في اضطهاد الشعب الكوردي وحرمانه من حقوقه بل لالغاء وجوده وتذويبه في بوتقة العنصرية لهذا البلد او ذاك.&

لقد ان الاوان ان يشعر العالم المتحضر الذي يدشن القرن الواحد والعشرين بقليل من الخجل ازاء هذه الجريمة التي ارتكبت بحق شعب كوردستان وقد ان الاوان للامم المتحدة بعد سبعون عاما من تأسيسها والمهتمة بالحرية والعدالة والسلام ان تعيد النظر في مواقفها التي تجاهلت الشعب الكوردي وما حل به من مظالم لا تحصى ولا تعد وتتعامل معه كما تتعامل مع كل شعوب العالم وتحترم ما نص عليه ميثاق الامم المتحدة نحن شعوب الارض.