&
بعيدا عن ما قالته الصحافة السعودية ومقالات الأعمدة، فإن رؤية السعودية 2030 أحدثت صدى توقعته يكون اكبر، ومتلائما مع حجم الطموح الكبير الذي حملته هذه الرؤية.
هناك حالة تفاؤل..؟ نعم.
هناك حالة لا مبالاة..؟ أيضا نعم.
لعل السبب هو تراكم الطموحات على مدى السنوات الماضية دون ان تنعكس بشكل فعلي على أرض الواقع. لا يمكن نكران انعدام الثقة لدى البعض في الكثير من البرامج المعلنة. ليس في السعودية وحدها بل في معظم العالم العربي. ولا يمكن بحال ان تعد بشيء لم يكتمل تحقيقه بعد وتمضى الى وعد آخر. فالناس ترى وتتحدث وتنقل الأخبار، بل وتزيد عليها. أضف الى هذا ان رؤية السعودية 2030 كانت من الكبر بحيث ان قسما آخر من الناس لم يستوعب حجمها حتى الآن. وهو بين مصدق ومكذب. وبين الحالين يسأل كل من يصادف كيف يمكن تحقيق هذه الطموحات، وهل يمكن تحقيقها بالفعل؟ نحن نريد بديلا عن النفط. نريد تطوير السياحة. نريد مكافحة الفساد. نريد تنمية الصناديق السيادية. نريد تقدما ورفاهية وترفيه. لكن ذلك لن يتحقق دون تنمية الإنسان أولا، ثم المؤسسات الحكومية التي علاها صدأ سنوات طوال من البيروقراطية والفساد.
حديث الأمير محمد بن سلمان مع قناة "العربية" كان مؤثرا بقدر الرؤية ذاتها. لأنها المرة الأولى التي تتحدث فيها شخصية سعودية بحجم ولي ولي عهد بأريحية وكأنه واحد من العامة. وهذا اللقاء رغم الأسئلة الكثيرة التي طرحت فيه، خلق أسئلة أخرى طرحها الشارع الذي فتحت شهيته لأجوبة تقول له اطمئن فالأمور بخير، واليوم ليس كالأمس.
الشارع يسمع ان الإنفاق الحكومي قد انخفض. وهناك مشاريع متعثرة. وأخبار متضاربة حول اقتراض من الخارج. مثل هذه المعلومات لا تلغيها مشاريع طموحة وعملاقة ما لم تكن هناك دلالات ملموسة على الشروع في المشروع.
من حق الحكومة ان تحلم. من حق الناس ان تحلم. من حق الجميع ان يحلم، وأن يكون الحلم كبيرا. لكن لا بد ان يبدأ الطريق في أسرع وقت، وإلا تحول الحلم الى كابوس.
رؤية السعودية 2030 هي طموحة وواعدة بلا شك، ومن الطبيعي ان تواجه بعض العقبات، لكن مجرد بناء انسان منتج، يتمتع بحقوق متساوية وعادلة، هو حلم نبيل لا أشك أبدا في قدرة القيادة الشابة على تحقيقه.
&
&