&
منذ عصور التاريخ المظلمة الى عصر الحضارة والتمدن كانت القناعة بنظريات شن الحرب مُبررة ودوافعها مقبولة في قواميس وبحوث جنرالات الحرب .
منظرو الحروب الدينية، الحروب القومية العنصرية، الحروب الأستيطانية،الحروب الأستعمارية الإستثمارية، ثم موضوع حديثنا حروب الأقاليم العبثية، لهم أسبابهم ودوافعهم وقناعاتهم وأفكارهم للتهيأة والتحضير وتجنيد الخبرات لدخول معمعة الحرب وبسط النفود والحصول على مايسمونه بالنصر المؤزر.
وعلى مر العصور أضاف العرب أفكارهم ودوافعهم لشن الحروب . مع أن دعواتهم اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم . وقد يعجب الأنسان كيف تدخل السياسة بقسوة عاطفية رهيبة للمضي قدماً في الحرب وخيال النصر حتى لو تطلب الأمر إراقة دماء ملايين البشر وموتهم في خنادق القتال . يقول روس بيشوب ( أن مبدأ الحرب هو أسطورة خيال لها عاطفة قوية تنجرف اليها أروقة السياسة وبقيت على عناد لقرون رغم ثبات الوجه الرهيب لقاعدتها الكاذبة )
"The concept of war is a myth with such emotional power in political circles that it has persisted for centuries even in the face of the most gruesome and horrible proof that the premise is utterly false”. Ross Bishop
وقد لايرى البعض أن هناك حالياً ثلاث حروب عبثية في العراق وسوريا واليمن وليبيا منجرفة بحدة الى تأييد الدمار وتُناقش بإمتعاض و تنطلق معظمها من التصورات والتفسيرات القرآنية ويصدقها المجتمع المدني في هذه الدول ويتم تنفيذها بقناعة منقطعة النظير من&متطرفيها. وقد يعجب الأنسان أن منظريها ومريديها لايرون أنها حروب أهلية باطلة بخطب تلقى على المشاركين المجندين إستمرار إشتباكات مسلحة داخلية تؤججها قوى خارجية . يتنافسون على شراء الأسلحة لإستخدامها ضد مكونات شعبهم، ومن نتائجها أنها لن تُثمر بأي نتائج مُشرفة ولو دامت لقرون . فالمنهج الحياتي التعليمي الذي أزدريه يوماً بعد يوم هو ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(621 ).
الأنذال الرعاع المرتزقة الجهلة بأمور الدين والدنيا والآخرة إستغلوا مبادئ الحرب والسلام في صنع أعداء الوهم في ترغيب بما هو مقدس وترعيب لمن لايشارك في مهمات القتل. ونصرة الدين انتهت بنصر الرسول ورسالة القرآن على كفار قريش ونشر رسالة الأسىلام والأمر بيد الله " ولو شاء الله لسلطكم عليهم " .
في نظريات الحروب هناك قوانين وهناك قواعد ليس من بينها مايطلبه منظرو العراق من الدول الغربية والأقليمية ((زودونا بالسلاح والعتاد ونحن نحارب الأرهاب بدلاً عنكم )). هذه النظرية ليست بين مقومات شعبنا ولسيت من مبادئ قتال الأعداء الأجانب . وقد كتبتُ&في مقال سابق موضحاً ان " كوارث الحروب و الويلات والإقتتال الداخلي لم تمنع التفكير التقليدي الحزبي والعشائري والمذهبي من قيام كل مجموعة فئوية بفكرة تجييش أهل العراق وعسكرة مجتمعاتهم. وأشرتُ الى أن الحرب المجنونة التي تلعبها قياداته العربية و الكردية
هي عسكرة العراق والتي هي كارثة غير طبيعية، وهي الرحيل عن ثقافة أهله ومجتمعه المدني. وتجييش وتسليح سكان المحافظات الموالين لقومية أو مذهب في أسلوب منحط لتكريس الطائفية والكراهية" . وتخرج عناصر الضوضاء لتسجيل إعتراضها بنشر سموم الفرقة والأنقسام وتشريع الشريعة كما يحلو لها ويتماشى مع إختلاف المذاهب . " هناك خياران لدينا، إما أن ننهي هذه الحرب القذرة أو أن الحرب تنهينا". وكما قال تشارلز سمنر: " أعطوني المال الذي تم إنفاقه في كل الحروب وسوف أكسو كل طفل في العالم بملابس الملوك التي يفتخرون بها".
&
باحث وكاتب سياسي
التعليقات