يحق لنا القول إن قامة كبيرة من القامات الأدبية والإعلامية في العراق قد رحل. كان صحافياً مخضرماً عايش ظروفاً صعبة منذبدايات عمله الصحفي بدءاً من بغداد وبيروت وجبال كردستان عندما كان ينقل معاناتهم.

لقد حمل عدنان حسين قضاياه معه أينما ذهب.

لم تجعل تقلبات الظروف من عدنان حسين مرتبطا بقضية كبيرة، وحين يرتبط كاتب كبير من خلال كتاباته بقضية كبيرة يتحول إلى رمز فاعل مؤثر ومستقطب، وهذا ما كان عليه عدنان حسين منذ بداياته الأولى في الصحافة.

دفاعه الأخلاقي عن القضية الكردية في زمن كانت معاناة الشعب الكوردي تغيب عن اذهان الكثيرين من الساسة والمفكرين العرب، حول قلمه إلى مستوى ارتقى فيه لكي تكون بحجم عدالة القضية الكردية التي آمن بها وعبر عنهاعبر كتاباته.

أعطت قضية شعبنا الكردي حضوراً لافتاً لعدنان حسين، لكن قلم عدنان حسين أضافت له هذه القضية الكثير من مقومات الحضور والتأثير.

لقد امتازت الكثير من كتابات عدنان حسين بالدفاع عن القضية الكردية بحجم دفاعه عن قضايا وطنه العراق والقضايا العربية التي وهب له كل حياته في منفاه الانكليزي.

عدنان حسين الذي لم يسعفه قلبه لمقاومة الموت، ظلّ القامة الأدبية والصحفية العراقية الشامخة. ستبقى ذكراه حية في وجداننا وضمير كل كردي وكل حر وشريف بين أحرار العالم.

وفي هذا اليوم الذي يرحل عنا مدافعاً كبيراً عن القضية الكردية نقول إن عدنان حسين باق بقاء وطننا كوردستان، وسيتجدد حضوره معنا كل مرة تتجدد فيه رياح الحرية في وطننا.

إن قلم عدنان حسين الذي كرسه من أجل الدفاع به عن مظلومية الشعب الكردي في المنطقة يتطلب منا جميعا ان نجعل منه رمزًا حيًا عبر جائزة اقترحه على الزعيم مسعود البارزانى أن تسمى (جائزة عدنان حسين) للصحافة والفكر في وزارة الثقافة لكي يبقى قلم عدنان حسين حياً وحاضراً بين الأجيال الكردية القادمة ويبقى رمزًا حياً للثقافة والحرية في العراق.