عندما يبادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكما قال وأكد على هذا، أنه سينقل مئات الألوف من السوريين الذين كانوا لجأوا إلى تركيا في وقت مبكر إلى شمالي&–&شرقي سوريا فإن هذا يعني أن هناك "تورطاً" في خريطة سكانية جديدة وحقيقة أن هذا هو ما كان أراده بشار الأسد بعد إنفجار الأوضاع "عنده" في عام&2011&عندما قال وأكد أنه يريد "سورية مفيدة" أي "المُفصّلة" على أساس طائفي&وعلى&مقاس الطائفة العلوية التي إذا أردنا قول الحقيقة&فإنهابغالبيتها وهذا إن ليس كلها عروبية وترفض&المذهبية إن بالنسبة لها وإن بالنسبة لباقي المكونات في هذا البلد الذي لا يمكن&إلاّ أن يكون عربياًّ ورمزاً للعروبة.&

كان أردوغان قد فتح الأبواب للاجئين السوريين على مصاريعها للعديد من الحسابات السياسية وعلى&أنه حامي حمى أتباع المذهب السني لكن ما لبثت الحقائق أن إتضحت وأن هذا التغيير "الديموغرافي" الذي كان بدأه منذ فترة&سابقة&والذي أعلن قبل أيام قليلة بأنه سيستكمله ثمنه أن يوافق بشار الأسد على التنازل له بإمتدادات مجزية في منطقة إدلب وربما في غيرها&وذلك&طالما أنه قد حقق&لههدف :"سوريا المفيدة"!
وهكذا فإن ما يوجع القلب في هذا المجال&فعلاً&هو أن سوريا التي تعتبر قلب الوطن العربي&النابض&وهي كذلك، آخذه بالتمزق والإنشطار وأن بشار الأسد الذي من المفترض أنه يحمل أمانة وحدتها لم يعد مشغولاً إلاّ&بالبقاء&في هذا الـ"كيلومتر المربع" الذي&بات يتحرك فيه&ولم يعد مهتماً&إلا بتحقيق هدف "سوريا المفيدة"،&أي&سوريا الطائفية، وحيث أن أتباع هذه&الطائفة باتوا يشكلون الأكثرية الفاعلة والسيطرة في دمشق الفيحاء.&

وهنا ومرة ثانية ويشهد الله جلّ شأنه أن الطائفة العلوية الكريمة بغالبيتها ترفض "التمذهب" وأنها بمعظم أتباعها قومية&وعروبية وأن روادها&الأوائل ومن بينهم المعلم الكبير زكي الأرسوزي وصالح العلي وغيرهما قد رفضوا إغراءات المستعمرين الفرنسيين بإقامة دويلة طائفية في جبال العلويين وعلى شواطىء البحر الأبيض المتوسط بين اللاذقية وطرطوس مروراً بـ "جبلة" بلد الثائر العظيم عز الدين القسام الذي هو رمزاً قومياًّ شامخاً مع إنه ينتمي مذهبياً إلى الطائفة الشيعية التي لها كل التقدير والإحترام.&

إن المقصود هنا هو أن رجب طيب أردوغان الذي بات يتصرف على أساس أنه : "أمير المؤمنين" على إعتبار أنه أصبح المرشد العام للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بات يلعب هذه اللعبة الخطيرة فهذا "التغيير الديموغرافي" الذي لجأ إليه يعني أنه مع هدف "سوريا المفيدة" التي كان تحدث عنها بشار الأسد ويعني أنه سيسعى إلى تمدد تركيا جغرافياً على أساس أنها هي وريثة الدولة العثمانية سيئة الصيت والسمعة.