ليس أغلب الظن لا بل المؤكد أن رجب طيب أردوغان يعتقد جازماً أنه&خليفة عثمانياً وأن أملاك الخلافة العثمانية لا تزال تابعة لـ"أنقرة" أو إسطنبول&لا فرق،&وعلى غرار ما كان عليه الوضع قبل أن يقوم مصطفى كمال (أتاتورك)&بإنقلابه وينهي تلك الوضعية التي تطاولت لأكثر من&أربعة قرون وحيث ألحقت تركيا بهذه&المعادلة وأصبحت تابعة بـ"المعسكر الغربي" بالولايات المتحدة الأميركية&تحديداً&وكما هو عليه واقع الحال الآن!
الآن أصبحت "إمبراطورية" أردوغان، التي هي لا تزال أحلام يقظة وتصورات وهمية، تمتد "هوائياً" من قطر وحتى "مستوطنة" فايز السراج في طرابلس الغرب والغريب أن الرئيس التركي يعيش أحلام يقظة ويتصرف على أساس أن البحر الأبيض المتوسط بإمتداده من لواء الإسكندرون&العربي&المحتل وحتى شواطىء "جماهيرية القذافي" الزائلة هو بحراً عثمانياً&وأنه&هو&"خليفة" هذا العصر&وله الحق في أملاك العثمانيين الزائلة إن في أفريقيا وإن في آسيا.. وأيضاً إن في أوروبا&نظراً لأنه دأب على إفتعال مشاكل مع اليونانيين!!
ولهذا فإن أردوغان، الذي من الواضح أنه أصبح مصاباً بجنون العظمة، قد ذهب بعيداً في أوهامه الخيالية التي من الواضح أنها قد تعززت بعدما إختاره التنظيم العالمي للإخوان المسلمين&قائداً له&وأنه يحق له أن يُلحق دولة عربية هي ليبيا بـ "أملاكه" وأن هذا محرم على الرئيس عبدالفتاح السيسي وعلى مصر التي هي&متداخلة جغرافياً وقومياًّ مع هذا البلد الذي كان من سوء طالعه أن مملكة إدريس السنوسي قد تمت إطاحتها وحلت محلها "جماهيرية" القذافي.. العربية الليبية الشعبية الإشتراكية!.&

إنه من حق مصر، لا بل هو واجب قومي&عليها، أن لا تسمح للرئيس التركي المصاب بعقدة "الزعامة" بإلحاق الشقيقة ليبيا المجاورة بأملاكه التي كان قد "وسعها" على حساب سوريا ثم وكان المفترضأيضاً&ألاّ&تسمح له بتواجد عسكري في منطقة الخليج العربي التي لا تهددها إلا دولة الولي الفقيه المتحالفة مع "أنقرة" والمتفاهمة معها على كل شيء!
إنه بإمكان رجب طيب أردوغان&أن يأخذ فايز السراج إلى "عنده" .. إلى تركيا&إذا كان يعتبره، حتى بعد مواطنته هذه ومواطنة عائلته الليبية الطويلة، عثمانياً مثله فهذا البلد أي ليبيا هو بلد عربي وشعبه شعب عربي وإن من حق مصر لا بل هو واجب عليها ألاّ تسمح له بتحقيق أحلامه، التي هي أحلام يقظة، والتمدد من لواء الإسكندرون،الذي كان عربيا والذي سيبقى العرب يعتبرونه عربياًّ،&إلى طرابلس الغرب التي يسمع&صياح "ديكتها" سكان&الإسكندرية في فجر كل يوم.