هناك مثل عربي قديم يقول: "جدْ لأخيك عذراً" ويقيناً أن هذا المثل لا ينطبق على كبار المسؤولين العراقيين، الذين بعدما أجبروا على التنحي أصبحوا يزاولون "تصريف أعمال"، والذين تحاشياً لغضب إيران عليهم ممثلة بالجنرال قاسم سليماني بادروا إلى إستنكار العمليات العسكرية الموجعة التي نفذها الأميركيون ضد حزب الله "النسخة العراقية" إذْ أن هناك نسخاً متعددة من هذا الحزب أولها وأقدمها النسخة اللبنانية لصاحبها الشيخ حسن نصر الله، مع أنهم يعرفون أن هذا الحزب "أي النسخة العراقية" قد قام بهجمات دامية ضد القوات الأميركية في بلاد الرافدينوضد بعض مواطني الولايات المتحدة التي لها ألف فضل وفضل على كل هؤلاء الذين يجلسون على كراسي الحكم في بغداد حتى وإن لفترة عابرة ومؤقتة!!.

لقد كان متوقعاً بعد عمليات الأميركيين ضد حزب الله، "النسخة العراقية"، أن يبادر أهل الحكم في بغداد إن "دائمين" وإن "مؤقتين" إلى التباري في إستنكار هذه الهجمات وإدانتها والتنديد بها وفي مقدمة هؤلاء رئيس الدولة برهم صالح الذي كان عائداً للتو من هروب مؤقت إلى إقليم كردستان، الذي يرأسه نيجيرفان البارزاني، فهؤلاء إن هم لم يفعلوا هذا فإن حسابهم سيكون شديداً وإنهم سيتهمون من قبل قادة الميليشيات الإيرانية التي تحمل هي وقادتها، المعينون تعينناً من طهران (الخامنئية)، بالعمالة لـ "السي.آي .أيه" الأميركية وللرئيس دونالد ترمب وأيضاً لـ"العدو الصهيوني" وقد تثقب أجسادهم بالرصاص أو يعلقون على أعواد المشانق بتهمة العمالة للولايات المتحدة الأميركية.

إن الكل يعرف أن حزب الله هذا سواءً أكان "النسخة العراقية" أم "النسخة اللبنانية"، أم النسخ المتعددة الأخرى هو ذراع مخابراتي إيراني وهذا كان قاله حسن نصر الله بالنسبة لـ "نسخة ضاحية بيروت الجنوبية" بعظمة لسانه وبالطبع فإن هناك نسخاً أخرى بأسماء أخرى من بينها "الحشد الشعبي" جميعها مرجعيتها "حراس الثورة الإيرانية"والجنرال قاسم سليماني وهي عندما تنفذ أي عملية ضد أيٍّ من مناهضي إيران فإنها تنفذها بأوامر من طهران وبدون لا علم ولا معرفة هؤلاء الذين يتربعون على كراسي الحكم في العاصمة بغداد إن مؤقتاً وإن بصورة تعتبر دائمة.. وهي بالطبع غير دائمة.. إذْ أن البقاء لله وحده إن في هذا المجال وإن في كل المجالات الأخرى .

كان على الذين بادروا بعد الضربة الأميركية الأخيرة لحزب الله "النسخة العراقية" التي هي نسخة إيرانية في كل الأحوال إلى التنديد بهذه الضربة أن يتذكروا أن الولايات المتحدة هي التي أزاحت صدام حسين من أمامهم ..وأنها وللأسف هي التي فتحت حدود العراق أمام الزحف الإيراني الذي بقي متواصلاً منذ ذلك الحين أي عام2003 وحتى الآن وأنها أي "أميركا"عندما قامت بضرباتها الأخيرة فإنها كانت تدافع عن ضباطها وجنودها الذين لولاهم لكان هؤلاء الذين يجلسون على كراسي الحكم في بغداد مازالوا لاجئين سياسيين من الدرجة الألف في دولة الولي الفقيه التي تعادي العرب أكثر بألف مرة من عداوتها لـ "العدو الصهيوني" .

وهكذا فإن المفترض أن يكون إنحياز الذين يجلسون على كراسي الحكم في بغداد، وإن على نحو شكلي، لأولياء نعمتهم الذين هم من أزاحوا صدام حسين من أمامهم وشكرهم إذ أنه "بالشكر تدوم النعم" والمؤكد أن الوجود الإيراني في بلاد الرافدين هو وجود إحتلالي وإنه إذا غادر الأميركيون العراق فإن المؤكد أن الدور سيأتي مباشرة على الذين يحملون كل هذه الألقاب اللامعة الطنانة والرنانة فهؤلاء كلهم مؤقتون وبقاؤهم مرهون ببقاء قوات "الإمبرياليةالأميركية" ..وإن غداً لناظره قريب!