العنوان في تشخيص الحالة الليبية اليوم هو الهشاشة، الهشاشة الاجتماعية والهشاشة المؤسساتية والهشاشة الاقتصادية.
ليبيا اليوم مجتمع ما قبل الدولة، وإذا لم تحل مشكلة ليبيا الادارية من حيث المركزية والمشكلة الاقتصادية من حيث توزيع عادل للثروة والمقصود هنا توزيع التنمية من خلال المال القادم من المشاع، النفط والغاز والشواطيء والمعادن....
واخيرا الهشاشة الاجتماعية المثمتلة في الوعي بالهوية الليبية الجامعة قبل الانتماء للهوياتات الضيقة المثمتلة في القبيلة والمدينة والعرق والحزب المؤذلج العابر للحدود.
ايضا حل مشكل تداخل الخطاب الديني مع تكوين الدولة وهنا اقول الخطاب الديني وليس الدين خاصة الخطاب الوافد. وتؤسس لمشروع ثقافي يؤسس لدولة مدنية حديثة تقبل الجميع وتقوم على المواطنة وحقوق الإنسان.

كما أن الهشاشة المثمتلة في البعثة الامميمة إلى ليبيا UNSMIL وهي بعثة دعم الاستقرار تخصص للدولة حديثة التأسيس وليس دول في حالة حرب أهلية وتنازع واحتراب سياسي مثل ليبيا بعد 2011، فهي بعثة منزوعة الانياب لا تملك ان تفرض حل على غرار بعثة تحقيق الاستقرار المدعومة بالقبعات الزرقاء مثل ما حدث في الكنغو مثلا.

وما لم تحل كل هذه الإشكاليات وفي ظل قيادات الصدفة وغياب قيادة وطنية فان الكيان نفسه مهدد بالتلاشيء للأسف.
في غياب مؤسسات الدولة واولها مؤسسة القضاء العادل والناجز، ومؤسسات أمنية تحمي الأمن في الداخل والقادم من الحدود ومؤسسات رقابية تحمي الغذاء والدواء. لا سيما اننا في قلب ما يجري في العالم اليوم .
فها هي اكرانيا تتفثت وقبلها العراق اصبح اقليم كردستان دولة داخل دولة والسودان اصبحت دولتين. وليبيا ليست بمعزل في ظل وجودها في قلب الصراع الاقليمي والدولي ووجود قوات اجنبية على ارضها من فريقين متصارعين. دوليا وفي غياب رؤية وطنية واتفاق على مشروع فإن الخطر يهدد الدولة (ليبيا) التي نعرفها، ما لم تحدث معجزة في عصر انتهت فيه المعجزات.