غير مستغرب ولا غير متوقع أنْ يبدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" عدم رضاه، لا بل وإنزعاجه من أن تقوم سوريا بإستئناف علاقاتها كاملة مع حركة "حماس"، المعارضة والمعادية لحركة "فتح"، وهذا بعد إنقطاع دام عشرة أعوام ومغادرة قيادة هذه الحركة سوريا إلى قطر نتيجة لموقف هذه الحركة من الحرب السورية.

وهذا هو ما جعل محمود عباس يرسل مبعوثاً برسالة إلى الرئيس السوري تتضمن طلباً بعدم إعادة العلاقة بين بلاده وحركة المقاومة الإسلامية.. والواضح أنّ "القيادة" السورية لم ترد على هذه الرسالة حتى الآن!!.

وهنا ووفقاً لمسؤول فلسطيني لم يتم الإعلان عن إسمه أنّ "فتح" وقيادة منظمة التحرير قد وقفتا إلى جانب الرئيس السوري منذ إندلاع الثورة السورية.. وطوال الأزمة التي كانت قد إستمرت لسنوات طويلة.

وحيث أنّ فصائل فلسطينية تابعة لمنظمة التحرير وهذا إلى جانب مجموعات فتحاوية، أي تابعة لحركة "فتح" الفلسطينية، قد قامت بمساندة نظام بشار الأسد عسكرياًّ وإستخبارياًّ وهذا وفقا لمصادر مسؤولة لا بل ووفقاً لمسؤول كبير هو من تحدث عن نفسه.

وبالطبع فإنّ منظمة التحرير قد وقفت إلى جانب حافظ الأسد منذ إندلاع الثورة السورية.. لا بل وطوال هذه الفترة التي إستمرت وتواصلت لسنوات طويلة وحيث أنّ مجموعات من حركة المقاومة الفلسطينية "فتح" قد بادرت إلى مساندة النظام السوري عسكرياًّ وإستخبارياًّ وعلى أساس أنّ العلاقات السورية – الفلسطينية قوية جداَّ .. وأنّ محمود عباس "أبو مازن" على تواصل مع هذا النظام السوري وعبر الإستخبارات الفلسطينية .

وهكذا فإنّ العلاقات الفلسطينية بين النظام السوري الذي لم يعد موجوداً بالفعل والتواصل المستمر مع قيادات النظام هو بواسطة الإستخبارات الفلسطينية.

ثم.. وإنّ ما تجدر الإشارة إليه هو أنه لا يوجد هناك نظاما سورياًّ بالفعل حتى يستعجل إعادة العلاقات أصلاً بين معسكر خالد مشعل المعارض بالفعل لنظام بشار الأسد، ومعسكر إسماعيل هنية الموالي لإيران والذي يواصل الدفع في إتجاه إستعادة فعلية للعلاقات مع العاصمة السورية.