ماذا يعني قتل الأطفال والنساء والأبرياء وتجويع السكان العزل؟ ماذا يعني أن تدعي الدفاع عن الإنسانية والديمقراطية وأنت تميز بين البشر على أساس العقيدة والعرق، وتقف مع ظلم مكشوف بشهادة التاريخ وواقعية الجغرافيا؟ ماذا يعني التلاعب بشعب تواق للانعتاق من مخطط زج باليهود في نقطة فاصلة بين الشرق والغرب بهدف وقف زحف طموح العالم الإسلامي المفترى عليه في الكثير من الأحيان؟ ماذا يعني أن تساند الظلم وأنت تعلم أن حقوق المظلومين لا يمكن القفز عليها بأي حال من الأحوال؟ للأسف، هذا يعني شيئاً واحداً وكفى... يعني اختمار الحقد والكراهية الممهدة لعنف جهنمي قد يحرق ويجرف العالم والبشرية جمعاء، عنف قد ينتشر لهيبه باسم الدين وصراع الثقافات.

إقرأ أيضاً: إيران وفشل نظرية ولاية الفقيه

ما كانت الرسالات السماوية قطعاً تدعو لسفك دماء البشر بمجرد المطالبة بحق طبيعي اسمه الرغبة في العيش بكرامة في الحياة. موسى كان في كل تحركاته ومعجزات منادياً بالحق وتحريم الظلم أينما كان، كما هو شأن رسالة المسيح عيسى ابن مريم، ورسالة نبوة الإسلام مع رسول الله محمد.

إقرأ أيضاً: بكل الطُرق الممكنة باقون

لعل جنوع طغيان سياسات البشرية صوب احتقار ثقافات بعينها، بل والعيش على وهم التفوق وعودة الاستعباد والاسترقاق المغلف بأنشودة حقوق الإنسان والمال، وما أدراك ما المال، سيدفع حتماً بالأحقاد إلى البحث عن مكان خصب للنمو السريع، نمو للأسف سيعجل بلهيب لن تنفع معه لا الحلول السياسية ولا غيرها، لهيب سيجعل البشرية حتماً تستعد ليوم غريب عجيب... يوم قد يختلط فيه تراث الثقافات... يوم قد يغرق فيه الجميع في جحيم اللاعودة أبداً.