مازلت أحاول أن أجد طريقة لأقنع فيها الآخر بأني كوردي مؤمن بحقوق الجميع، أستلهم أفكاري من كتب الله حيثما نزلت على أنبيائه ورسله وناقليه ومفسريه.

ما زلت أبحث عني في أرضي حيث الجبال الشاهقات وحيث مقابري وتأريخي وإرث أجدادي، أسوة بالآخرين لا أكثر، وإن مرت على تلك الحدود حيث أصلي خرائط رسمت وأقرت وسميت لتسلبني حقوقي!

ما زلت على أرضي أدعو إلى السلام حيث رسالات المسيح، وما زلت على أرضي متمسكا بمعتقداتي وأومن بمعتقدات الآخرين... ليس سراً أن يكون إثباتي من الوجود مساري، وليس سراً أن يكون لشعبي تأريخ من النضال ليثبت هو الآخر حقوقه التي كفلتها الأديان ودساتير السماء قبل ان يضعها الإنسان!

ما زلنا نعيش التجربة بعد أكثر من مئة عام مرت وكأنها الآن قد بدأت، إلا أن فسحة الديمقراطية فيما آمنا به في العراق الجديد أتاحت لنا حرية التعبير بعد كومة ثورات وتاريخ من النضالات من أيلول إلى گولان إلى حيث كل شبر في أرض كوردستان تعرب وتهجر ونحن نقف بوجه أقسى دكتاتورية عرفها الزمان. وليس سراً أن تكون لقيادتنا في إقليم كوردستان حكمة لتتعامل وفق الحالة لتؤمن حياة شعب كوردستان بعد آلاف الرفاة والمقابر في صحارى العراق من الجنوب إلى حيث أقاصي الجبال في إقليم كوردستان.

ها هو التاريخ يعيد نفسه عندما حاصرتنا دبابات الشركاء في الأرض وقبلها عندما تخلت عن حقوق شعبنا في إقليم كوردستان... لم يكن الخيار غير أن نعبر عن رأينا بشهادة العالم وكاميرات الإعلام ولنقول ألف نعم لاستفتاء إقليم كوردستان.

إقرأ أيضاً: إقليم كوردستان وحرية التعبير‎

دعوني أتحدث عني وإني كوردي هجر أجداده داخل حدود الوطن... بعد أن رسمت لنا جميع الدول العظمى حدوداً استبلت منا حقوقنا في التعبير عن رأينا، ولنا تاريخ ولنا لغة ولنا علم... الله ما أقسى الألم عندما تهجر داخل أرضك وتعرب داخل أرضك وتموت في منفى وطن ما كان لك في الأصل وطن!

سبع سنوات مرت على الاستفتاء وكأنها الآن قد بدأت، شعور يتجسد في كل مواطن كوردي يتساءل عن حقوقه التي ما أنصفتها أحكام وحكام الدكتاتورية قبل حين ولا عالجتها شكلية الديمقراطية في ما سمي بالعراق الديمقراطي الجديد! شراكة من غير شراكة وتوافق تحكمه الأغلبية! وشعارات أدمنا سماعها تعود وعادت بنا إلى مركزية القرار وأعادتنا إلى ذات القضية (نحن كورد) ولنا حقوق وهذه أرضنا.

إقرأ أيضاً: من يقف خلف استهداف إقليم كوردستان؟

لطالما كانت خطابات القيادة، قيادتنا، في إقليم كوردستان تتحدث عن سلام وقوة في بغداد عنوانها أربيل، والعكس في المفهوم هو ذاته قبل حين والآن يتكرر لذات الرسالة الأولى الإيمان بحقوقنا وقبلها بحقوق الجميع.

ما زلنا في إقليم كوردستان نجسد أسمى صور التعايش والسلام من دون تمييز، وما زلنا نؤكد أنَّ الشراكة هي مفتاح الحلول ليعيش الجميع بسلام ونحن في الأمس كنا جميعاً نحارب في ذات الصف أعتى أنظمة الدكتاتورية في العالم.

هي ذات الرسالة تعيد نفسها ونعيد قراءتها ونحن نمر على الذكرى السابعة لاستفتاء كوردستان... وبكل فخر أدلينا بصوتنا.