رحل القائد الوطني والتاريخي الكبير، أحد القادة المؤسسين لحركة فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة، المناضل فاروق رفيق أسعد القدومي "أبو اللطف"، الذي توفي الخميس 22 آب (أغسطس) 2024 في العاصمة الأردنية عمان، محطته الأخيرة. برحيله، خسرت فلسطين قائدًا وحدويًا ومدافعًا صلبًا عن الثوابت الوطنية الفلسطينية وعن منظمة التحرير الفلسطينية. كان مثالاً للتضحية والعطاء المتواصل في خدمة وطنه وحقوق شعبه في العودة والحرية والاستقلال.
لقد جسد الراحل "أبو اللطف" خلال مسيرته النضالية الطويلة والحافلة بالكفاح، صورة مشرفة للمناضل الصلب المتمسك بحقوقه الوطنية وثوابته ومبادئه الراسخة، حيث كان نموذجًا للإرادة الصلبة والعزيمة والوفاء في الدفاع عن تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. برحيله، يفقد شعبنا وقضيتنا رمزًا كبيرًا ومناضلاً وطنيًا وقائدًا أمميًا، وأحد أبرز رموز حركات التحرر العالمية، ومدافعًا شرسًا عن الحرية والعدالة. وكان للراحل بصمات واضحة في مسيرة نضال وكفاح الشعب الفلسطيني في مختلف المراحل التاريخية الوطنية والنضالية.
ترك المناضل الكبير فاروق القدومي بصمات خالدة في كل مكان حل به، وعلى مستوى العمل التنظيمي الفتحاوي، وإرثًا حركيًا وأدبيات ومبادئ وأهداف الحركة، حيث عكست عمق انتمائه لفلسطين والتزامه بمبادئ الثورة الفلسطينية. لقد أمضى حياته في النضال والكفاح، مدافعًا عن شعبه ووطنه وأرضه وعن القرار الوطني الفلسطيني المستقل بكل تفانٍ وإخلاص في مختلف المواقع الوطنية والنضالية التي شغلها طيلة سنوات حياته.
تمسك المناضل الراحل بالحقوق الوطنية الثابتة والمبادئ التي انطلقت من أجلها الثورة الفلسطينية، وترك بصماته في كل المواقع النضالية والسياسية والدبلوماسية التي عمل بها. وقد عرفته مختلف الفصائل الفلسطينية في مواقع العمل الوطني المشترك، وخصوصًا في دوائر منظمة التحرير الفلسطينية.
إقرأ أيضاً: تحقيق دولي في مجازر الاحتلال بحق النازحين
برحيل المناضل الوطني "أبو اللطف"، يكون الشعب الفلسطيني قد خسر قامة وطنية كبيرة ووحدوية. ونؤكد أن الراحل الكبير سيبقى نبراسًا للأجيال القادمة، وأن سيرته الوطنية ستكون دائمًا محطًا للتذكير والتجسيد للوحدة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الظالم على شعبنا، والتصدي لمؤامرات التصفية وحرب الإبادة الجماعية.
كانت المسيرة النضالية والتاريخية للراحل الوطني الكبير حافلة بالعمل الوطني من أجل خدمة القضية الوطنية، وصولاً إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. نودع اليوم أحد أبرز القيادات التي شهدت مسيرتها الحافلة طريقًا طويلًا من النضال والعمل الدؤوب، إذ تبوأ العديد من المناصب والمواقع الوطنية التي عمل من خلالها من أجل الوصول إلى أهدافنا الوطنية المشروعة. ووفاته تعد خسارة وطنية كبيرة.
إقرأ أيضاً: جريمة تعجز الكلمات عن وصفها
كانت حياة القائد "أبو اللطف" حافلة بمسيرة تاريخية مليئة بالنضال الثوري والتفاني في خدمة قضايا التحرر الوطني والاجتماعي في البلدان العربية، وفلسطين على وجه الخصوص. إن خسارته هي خسارة لكل من وقف إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة من أبناء أمتنا العربية. التاريخ لن ينسى اسمه، وسيشيد بحياته التي سخرها لخدمة أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني للتحرر من نير الاحتلال، خاصةً في هذه الظروف التي يقدم فيها شعبنا قوافل الشهداء والجرحى الذين تحدوا آلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
نتقدم من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأسرة الفقيد الكبير بهذا المصاب الجلل بأحر التعازي والمواساة، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
التعليقات