حكومة الحرب العنصرية المتطرفة تستمر في تصعيد عدوانها الواسع في الضفة الغربية بعد ارتكابها جرائم حرب في قطاع غزة وتدمير مظاهر الحياة في مناطق شمال غزة. بدأت بتصعيدها غير المسبوق وتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى تهجير المواطنين والتطهير العرقي، وفرض سياسة الأمر الواقع ضمن مخططات التهجير الخطيرة التي تهدد مستقبل المنطقة برمتها جراء الاعتداء والتدمير الوحشي الذي تتعرض له مدن ومخيمات الضفة الغربية، وخاصة في منطقة الشمال، وأن مثل هذه السياسات ستؤدي إلى تدهور الأوضاع في الضفة كما هو الحال في قطاع غزة.

في ظل تصاعد عدوان الاحتلال وإجراءاته في الضفة الغربية، خاصة في محافظات شمال الضفة الغربية ومخيماتها، وتدمير البنية التحتية والمنازل والمنشآت، والتهجير القسري لسكانها، وفرض القيود على الحركة بين المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، يوسع الاحتلال عدوانه في الضفة الغربية، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتدمير مخيم جنين، وتصعيد العدوان، وتهجير المواطنين، واتباع السياسات العدوانية التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية. وقد أدى ذلك إلى استشهاد 70 مواطناً منذ بداية العام الحالي، ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نسف مربعات سكنية كاملة في مخيمي جنين وطولكرم، ونزوح آلاف المواطنين، وتدمير هائل للبنية التحتية.

إن هذا العدوان دليل واضح على أن عملية التطهير العرقي لم تنتهِ، وهو امتداد لجرائم الاحتلال التي ارتكبتها عصابات جيشه في قطاع غزة. وإن سقوط عدد من الضحايا والجرحى، إضافة إلى حرق منازل المواطنين واستمرار عمليات الترحيل القسري للفلسطينيين من وطنهم، لن ينال من إرادة وعزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه والمدافع عن مستقبل أجياله. فتمسكه بأرضه وصموده يشكل عمق حضارته وتاريخه، وهو يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجيره من قطاع غزة أو الضفة الغربية ويتمسك بحقوقه وإقامة دولته، ولن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل، فكل مشاريع الاحتلال الوهمية حتماً ستنتهي ولن يكون لها أي تأثير على المستقبل الفلسطيني.

إقرأ أيضاً: نحو ضمان إنهاء الاحتلال الظالم

وبات من الضروري تضافر كافة الجهود للعمل الفوري من قبل كل الدول وأحرار العالم لرفض وإدانة السياسة الأميركية الداعية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، ورفض المحاولات الأميركية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقائد نضاله وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال.

لا يمكن لإدارة الرئيس بايدن الاستمرار في صمتها، ويجب أن تتدخل قبل فوات الأوان، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيدفع ثمنه الجميع. ولا بد للإدارة الأميركية من الضغط الدولي على إسرائيل لضمان وقف إطلاق نار دائم ومستدام، وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وبدء تنفيذ خطط الإغاثة والاستجابة الطارئة في قطاع غزة وصولاً إلى إعادة الإعمار.

إقرأ أيضاً: ترحيب دولي بإعلان وقف إطلاق النار في غزة

ويجب على مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأهمية عقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس الأمن الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.