في أجواء الذكريات وبريق الماضي، يطل علينا خالد الحربان، شيخ المعلقين الرياضيين العرب، كنجمةٍ ساطعةٍ في سماء الرياضة. هو الرجل الذي جعل من صوته أداةً لنقل الأحاسيس، وصنع من كل مباراةٍ لوحةً فنيةً مليئة بالألوان والمشاعر. في يومٍ عالمي للراديو، نتأمل هذا الصوت الذي بات جزءاً من ذاكرتنا الجماعية وننثر الكلمات حباً وشغفاً لهذا الرائد الذي أثرى الإعلام الرياضي العربي.
يعد خالد الحربان، الذي ولد في 3 كانون الأول (ديسمبر) 1944 في منطقة شرق بالكويت، من أبرز وألمع نجوم التعليق الرياضي في العالم العربي. امتدت مسيرته المهنية لأكثر من أربعين عاماً، حيث عُرف بصوته المميز وروحه المرحة التي جعلت تعليقاته تظل في الأذهان.
وفي ظل واقعٍ لم يكن سهلاً، نشأ خالد الحربان يتيماً الأب والأم، ليحتضنه كنف جدته. لم تثنه الصعوبات عن تحقيق طموحاته؛ إذ شق طريقه بروحٍ متقدةٍ وإرادةٍ لا تلين. تخرج من مدارس الكويت، ثم حزم حقائبه متوجهاً إلى مصر، حيث تلقى تعليمه في جامعة حلوان وحصل على دبلوم في التربية البدنية.
ورغم شهرته وتألقه، ظل خالد الحربان متمسكاً ببساطة العيش بعيداً عن صخب الأضواء. تزوج وأنجب أربعة أبناء. واجه أزمات صحية ومالية، لكنه لم يستسلم، بل وجد في الحب والدعم الذي حظي به من أصدقائه وعائلته قوةً تعيده للوقوف مجدداً.
إقرأ أيضاً: صوفي مارتينيز وميسي... شجاعة امرأة!
تحدث خالد الحربان في لقاء تلفزيوني عن تراكم ديونه وأن منزله مرهون بحسب الأنظمة والقوانين السائدة في الكويت، وقد تلقى خالد اهتماماً ودعماً خلال أزمته الصحية في إسبانيا من السفير الكويتي وزملائه. وقد تميز باستخدام مفردات شعبية كويتية بحتة في تعليقاته، مما أضفى عليها طابعاً خاصاً.
من أشهر أقوال خالد الحربان: "التعليق المحلي تراجع في السنوات الماضية وقادرون على استعادة أمجادنا"، و"كنت حريصاً على إدخال مفردات شعبية وكويتية بحتة خلال تعليقي على المباريات"، و"كان هدفي أن يصل صوتي للشايب والعجوز والطفل".
بدأ خالد الحربان مشواره في التعليق الرياضي عام 1966، وشارك في بطولة كأس الخليج الأولى عام 1970. لمع نجمه وأثبت نفسه كأحد أفضل المعلقين الرياضيين. شغل عدداً من المناصب خلال مسيرته العملية، منها أمين سر الاتحاد الكويتي لكرة القدم ورئيس اتحاد كرة اليد الكويتي.
إقرأ أيضاً: مارادونا ونابولي.. أسطورة تُكتب بذهب الكرة
عمل كمعلق رياضي ومقدم برامج رياضية في محطة أوربت الفضائية منذ عام 1996، ونال عدة تكريمات في المحافل الرياضية، مثل دورات كأس الخليج 16 و17 و18، واليوم الأولمبي عام 2007 في الكويت.
واستمر خالد الحربان في التألق والإبداع، مما جعله يستحق لقب "شيخ المعلقين". بفضل تعليقاته المميزة، أصبح نموذجاً يحتذى به في عالم التعليق الرياضي العربي.
ونحن نحتفل باليوم العالمي للراديو، نقف وقفة تقدير واعتزاز لهذا الرجل الذي ساهم بصوته الشجي وروحه المرحة في إثراء الإعلام الرياضي العربي، ونشيد بمسيرته الحافلة بالإنجازات والإبداع. خالد الحربان، رجلٌ يحمل بين طيات صوته ذكريات وأحلام عشاق الرياضة في كل أرجاء الوطن العربي.
التعليقات