شهدت مدينة نابلس في الأيام الأخيرة حالة من الغضب الشعبي والاحتجاجات المتزايدة بسبب الازدحامات المرورية الخانقة حول حاجز عورتا، حيث يتهم السكان المحليون قوات الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف إجراءات التفتيش بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة السير اليومية، وتأخير الموظفين والطلاب، وتعطيل الحياة العامة في المنطقة.
ووفقاً لشهادات العديد من المواطنين، فإن تفتيش المركبات عند الحاجز بات يستغرق وقتاً طويلاً يصل أحياناً إلى ساعات، دون مبررات واضحة، مما أثار استياء واسعاً في صفوف الأهالي. ويشير السكان إلى أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة جاءت على خلفية تصاعد نشاط بعض المجموعات المسلحة، التي يرى كثيرون أنها انحرفت عن هدفها الأساسي في مقاومة الاحتلال، وبدأت تدخل في صراعات جانبية تضر بالمجتمع المحلي بدلاً من حمايته.
وقد أعرب عدد من وجهاء نابلس وفعالياتها المجتمعية عن قلقهم العميق من هذه التطورات، مشددين على أن الممارسات الحالية لبعض الجماعات المسلحة تساهم في تعقيد المشهد الأمني وتوفر مبرراً لقوات الاحتلال لتشديد قبضتها على المدينة وسكانها. وطالبوا هذه الجماعات بإعادة توجيه بوصلتها نحو مقاومة الاحتلال بشكل منظم ومدروس، والابتعاد عن التجاوزات التي تهدد وحدة النسيج المجتمعي وتعرض الأهالي للخطر.
في المقابل، تستمر سلطات الاحتلال في تبرير إجراءاتها على الحواجز بأنها ضرورية "لأسباب أمنية"، في تجاهل واضح لمعاناة الفلسطينيين اليومية، وهو ما يزيد من حدة التوتر والغضب في الشارع.
ويؤكد أهالي نابلس أن الاحتجاجات لن تتوقف ما لم يتم التراجع عن هذه الإجراءات التعسفية، داعين إلى تدخل عاجل من المؤسسات الحقوقية والسلطة الفلسطينية للضغط من أجل إنهاء معاناة المدنيين وتخفيف القيود المفروضة على تنقلهم.
التعليقات