قبل ثلاثة أسابيع نزل فريق ارسنال أرض استاد الإمارات مع عزم واحد في التفكير لمواجهة برشلونة وهو تجنب تكرار إذلال الموسم الماضي عندما أوصل بطل اسبانيا في الشوط الأول هذه اللعبة الجميلة إلى مستويات غير مسبوقة.

صمم فريق المدير الفني ارسين فينغر في مباراة الفوز 2-1 على برشلونة قبل ثلاثة أسابيع على عدم السماح لتشابي وشركاءه للاستحواذ على الكرة، حيث بدأ بالضغط والهجوم والدفاع على خط واحد في محاولة بطولية لمنع الزوار من حيازة على مساحات واسعة والايقاع.

وقد نجح في ذلك، خصوصاً أنه كان على ثقة أن أسلوب تمريراته الخاصة به سيكون جيداً بما يكفي لخلق المشاكل في الطرف الآخر.

ونجحت الخطة في مراكز أخرى من الملعب، إذ استطاع سيسك فابريجاس واليكس سونغ وجاك ويلشير من اغلاق وسط الملعب أمام نظرائهم، في حين أن رباعي خط الدفاع اندفع إلى الأمام ليترك مساحات صغيرة جداً للمناطق التي يحب ليونيل ميسي وزملائه من استغلالها.

أما أين أخطأ ارسنال فقد كان في الحفاظ على هذا الخط عندما لم يكن هناك ضغطاً على الكرة، الطريقة التي تعتبر القاعدة الذهبية أثناء التدريب: إذا كانت الكرة بحوزة لاعب وله ما يكفي من الوقت للبحث عن زملائه وزيادة خياراته، فإن على خط الدفاع أن يتراجع كوحدة واحدة متماسكة وإلا تمريرة بسيطة ومتحالفة مع توقيت مناسب لحركة مهاجم يمكن بكل سهولة أن تكسر هذا الحاجز. وهذا حصل في الشوط الأول عندما كان ميسي يعدو مسرعاً، ليفشل فقط في تسجيل هدفاً بعد حركة سريعة، ولكن عندما مرر الكرة إلى ديفيد فيا بعد وقت قصير من ذلك فإن المهاجم لم يخطئ.

وعوقب ارسنال بسبب ارتكابه أخطاء بسيطة. ومن الانصاف القول إنه تعلم منها للدفاع بطريقة أكثر معقولية في الشوط الثاني. ومن المفهوم أنه يجب عليه أن يحاول الاستمرار في تطبيق هذه الطريقة في مباراته الثانية ضد برشلونة يوم الثلاثاء. وهناك وقتاً للاندفاع إلى الأمام وآخر للتراجع. ويبدو الأمر بسيطاً، ولكنه لا يصبح كذلك عندما يدخل ارسنال ملعب نوكامب.

ويمكن لحركات برشلونة الرائعة وسرعة التفكير أن تجعل من أفضل خط دفاع فقدان مواقفه. وإذا فقد الفريق الزائر شكل خط دفاعه، فإن المستضيف سيميل إلى الانقضاض مع النتائج المميتة.

وفي محاولة لتجنب ذلك، فإن على خط وسط ارسنال أن يستمر في العمل الشاق للغاية في القنص والمطاردة كحزمة واحدة، حيث ليس جيداً قيام لاعب واحد بالضغط على خصمه من تلقاء نفسه، إذ لا بد من أن يكون هناك تنظيماً بحيث يجبر الخصم على التراجع.

وعلى سبيل المثال، لا يحتاج الفريق الزائر سوى إلقاء نظرة واحدة على برشلونة الذي وضع معايير مذهلة وبشكل لا يصدق عندما لا تكون الكرة بحوزته. ويجري العمل مع هذا الأسلوب بالشكل الآتي: بمجرد أن يفقد برشلونة حيازته للكرة فإنه يعتمد على قاعدة 5 تمريرات للضغط والإغلاق. وبعبارة أخرى أنه إذا لم يستطع الحصول على الكرة بعد 5 تمريرات، فإن أعضاء الفريق ينسحبون لإعادة تنظيم صفوفهم.

إنها مسألة روتينية متأصلة في كل لاعب: العمل مثل المجنون لفترة محددة للحصول على الكرة قبل محاولة الحفاظ على طاقته عن طريق العودة إلى الخلف.

إنه التكتيك الذي سيخنق ارسنال إذا لم ينقل الكرة بسرعة، وإذا لم يتمكن من أن يعثر على الايقاع الصحيح في الجبهة الأمامية. وكما يعلم الجميع، فإن فريق المدرب بيب غوارديولا نادراً ما يفشل في تسجيل الأهداف. وهذا يعني أن على ارسنال أن يكون متأكداَ من العثور على مرمى الخصم. لذا فإن على المهاجم نيكلاس بندتنر، مع احتمال عدم مشاركة روبن فان بيرسي في هذه المباراة، أن يقدم أداء مميزاً أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن الدنماركي الواعد واثق من أداءه الجيد وسبق له أن سجل هدف الافتتاح على هذا الملعب في العام الماضي.

أما الجانب السلبي، فإنه لا بد من إلقاء نظرة على حركات بندنتر العامة لأنه في الكثير من الأحيان ما يجعل اندفاعه الواسع إلى المناطق غير المؤذية إلى بذله جهداً كبيراً للعودة إلى منطقة جزاء الخصم. وهذا يعتبر جناية بالنسبة إلى مهاجم، خصوصاً بالنسبة إلى لاعب جيد جداً في استعمال رأسه، فلذلك ينبغي على الدنماركي أن يسيطر على حركاته لإعطاء فريقه نقطة محورية، ناهيك عن تسجيل الأهداف عندما تصل الكرة من منطقة الجناحين.

ومع ايقاف جيرار بيكيه إصابة كارلوس بويول ، فإنه يمكن لقلب دفاع برشلونة أن يثبت ارتيابه من الكرات العالية. وللبحث عن مراكز أخرى، فإن نقاط ضعف برشلونة بالكاد تظهر على أرض الواقع. وإذا لم يرتكب ارسنال أخطاء ويطبق طريقة الضغط والحيازة على الكرة بصورة صحيحة، فإنه يمكنه أن يقصي بطل اسبانيا من دوري أبطال أوروبا هذه المرة.