تختلف قضية غوغل التي تواجه فيها إتهامات بأنها تُفضِّل بصورة غير عادلة بعض المواقع على حساب البعض الآخر اختلافاً تاماً عن قضية مايكروسوفت.


في وقت تم فيه توجيه الإتهامات إلى عملاقة محركات البحث الأميركية، غوغل، بأنها تُفضِّل بصورة غير عادلة بعض المواقع على حساب البعض الآخر، أعيدت إلى الأذهان سلسلة المجادلات الطويلة التي نشبت بين شركة مايكروسوفت والاتحاد الأوروبي بشأن متصفح إنترنت إكسبلورر - وهي المجادلات التي توجت بفرض غرامات تقدر بمليارات اليوروهات، وإخبار جميع المستخدمين الأوروبيين لنظام التشغيل ويندوز من خلال شاشات حواسيبهم الشخصية بتوافر متصفحات ويب أخرى.

ومع هذا، أكدت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية على أن قضية غوغل الجديدة هذه تختلف اختلافاً تاماً عن قضية مايكروسوفت. فقد وُجِّهت اتهامات إلى quot;غوغلquot; من جانب عدد محدود من مواقع البحث بأنها تُخَفِّض من تصنيفها بشكل غير عادل.

ورغم أن أياً منهم لا يرغب في كشف طرق غوغل السرية بصورة تامة على الملأ، إلا أنهم يطلبون مزيداً من الشفافية في الطريقة التي تُصنِّف من خلال غوغل quot;جودةquot; المواقع. وهو المطلب الذي اعتبرته الصحيفة مطلباً عادلاً. لكن غوغل، ولسوء الطالع بالنسبة لهم، واضحة بالفعل بصورة تامة من خلال تأكيدها على سبيل المثال أن المواقع الإلكترونية المطابقة إلى حد كبير لمواقع أخرى، سيتم خفض تصنيفها.

ورأت الصحيفة أن التعهد الذي قطعته الشركة على نفسها بأن تتعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى حل، أمر من المحتمل أن يكون حاسماً أيضاً. كما أن دفاع غوغل الذي يقول إن محركات البحث المنافسة ليست ببعيدة عن المستخدمين لا يعد حقيقة واضحة فحسب، بل إن هذه الحقيقة المهمة راسخة أيضاً في أذهان مستخدمي الإنترنت.

ورغم ذلك، تقول المواقع الإلكترونية إن تصنيفها، وفقاً لغوغل، هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لها، نظراً لأن محرك البحث يُشكِّل على سبيل المثال ما يزيد عن 90 % من سوق المملكة المتحدة. كما تزعم تلك المواقع في حقيقة الأمر أن هناك احتكاراً في العمل.

بيد أن الصحيفة دافعت من جهتها عن غوغل، وقالت إن نجاحها مبني على مزجها الواضح لنتائج البحث التي يُدفَع لها مقابل ولا تتسم بالانحياز، بدلاً من التلاعب في الأرقام. ويعتبر هذا واحداً من الأسباب التي تُبَيِّن سبب تفوق غوغل وتميزها في جميع المعارك والنزاعات القضائية التي سبق لها أن خاضتها من هذا النوع.